الاثنين

يبكيني ماتكتبه عن حلب يانارام سرجون:


(اللغة تنشج وتبكي ثم تركع على ركبتيها..وتغالب العويل..كما بكت امرأة أمام الصليب الذي حمل يسوع الناصري وهو ينزف ..ويقول: ايلي ..ايلي .. لم شبقتني ..
هل نقف كلنا اليوم أمام صليب عليه مدينة بيضاء تنزف من الشوك على جبينها الأبيض .. مدينة اسمها حلب ..وتقول: الهي .. الهي .. لم شبقتني؟؟

هل نترك حلب على الصليب؟؟ ونترك لها الوالي والولاة .. وبرابرة الشريعة؟؟
... هل ننتظر أن تفدينا حلب وتحمل ذنوبنا؟ وتمحو آثام هذا الشرق بدمها؟
أما آن لهذه المدينة أن تقوم .. ونقول: ان حلب قد قامت؟؟

ماسمعته هذا اليوم من أهل حلب يجعلني أقول إن أهل حلب هم أعظم البشر .. وأن أهل حلب هم من كانت تتحدث عنهم الأساطير الإغريقية.. كيف يكون لدينا مدينة كحلب وشعب كشعب حلب .. ولانباهي به الدنيا؟ بل كم مدينة مثل حلب في هذا الكون؟ ..وكم نحن مقصرون في معرفة هذا الشعب البطل؟؟.. كيف لانكتشف أن حلب هي خلاصات المدن المقاتلة وخلاصات العصور والعطور والدهور .. ماذا تساوي لينينغراد وستالينغراد أمام هذا التحدي الحلبي المذهل؟ .. وهذا العناد الذي لاتجيده الا مدن بناها الأنبياء ..ويقتل فيها الأنبياء ..

كم ستغار ذاكرة المدن عند ذكر حلب .. في زمن سيقف العالم كله يتعلم اللغة ويتعلم البطولة ويتعلم كيف تقوم المدن من بعد صلبها..).