الأحد

مسيحيو الشرق في عين عاصفة الفوضى الاميركية


أمين حطيط - أوقات الشام

‏الخميس‏، 27‏ كانون الأول‏، 2012 - مع تنامي الفوضى التي نظرت لها اميركا و اشاعتها في المنطقة ، و مع تعرض مصالح سكان الشرق للخطر في امنهم و حقوقهم و سيادتهم ، يبدو ان المسيحيين باتوا الاكثر عرضة لهذه المخاطر ، حيث ان الفوضى تلك باتت تستهدف الوجود المسيحي برمته في كامل المنطقة . و خطورة الامر يؤكدها تاريخ قريب بما فيه من تراجع هذا الوجود منذ ان احتلت فلسطين و زرعت اسرائيل فيها . و نذكر بما كان من شأن الوجود الممسيحي بدءا من فلسطين مرورا بالعراق وصولا الى سورية ، دون ان نغفل حجم التهديد الذي يتعرض له المسيحيون من اقباط مصر مع تصاعد اصوات طائفية مترافقة مع دعوات للتمييز بين المواطنيين اسس طائفية .

و قبل الاسهاب في بحث الموضوع ، لا بد من ان نذكر بان الموجة البغيضة التي يتعرض لها المسيحيون الان لا يمكن ان تبرر – و مهما جهد المدعون و المفترون في ابتكار و تحريف الاحكام – لا يمكن ان تبرر باحكام الشريعة الاسلامية . حيث ان احدا لا يستطيع ان يتنكر للحقيقة منذ اليوم الاول الذي بدء فيه الاسلام بالانتشار اي منذ نيف و اربعة عشر قرنا ، حيث لا يستطيع مدعي اي كان قدر معرفته ان يتجاوز ما ورد في القرآن من احكام تقر بهذا الوجود و تنظم العلاقة بين المسلمين و المسيحيين على اساس انهم اهل كتاب سماوي و تؤكد على الحوار معهم و الدعوة الى كلمة سواء و ترفض العدوان او الاكراه في اي شأن .

ثم من يستطيع ان يطمس ما قام به عمر بن الخطاب عند امتناعه عن الصلاة في كنيسة القيامة حتى لا تتخذ صلاته فيها ذريعة في المستقبل لوضع يد المسلمين عليها ، و تتالى بعد ذلك محطات العيش المشترك بين المسلمين و المسيحيين في الدول التي اعتمدت الشريعة الاسلامية دستورا لها و كان اخرها في ايران الاىسلامية ، في ظل سلوك من التسامح و التعاون ادى الى ثبات المسيحيين في ارضهم لا بل ان التاريخ يقدم شواهد تثير الغرابة حيث ان بعض المسلمين الذين كانوا يتعبدون وفقا لمذهب من غير مذاهب بعض الحكام من" اهل السنة و الجماعة " ، اضطروا الى الهجرة او التدين بالديانة المسيحية لينجوا من تنكيل هذا الحاكم او ذاك من الطغاة المدعين للاسلامين ، ما اظهر ان اللجوء الى المسيحية كان طريق نجاة يسلك مع وجود حاكم مسلم ظالم .

و يبقى ان نتوقف عند كلمة " كافر " و المترتبات عليها ، خاصة مع ظهور النزعة الى تحميلها من قبل البعض فوق ما تحتمل بغية المس بالمسيحيين و الاضرار بهم . و بداية نذكر بان الكفر لغة تعني الجحود و عدم الاعتراف و هو في المجال الديني مراتب ، اولها الكفر بالله و عدم الاعتراف به و بوجوده و انعمه ، و يليها الكفر بالانبياء و بالرسالات السماوية كلها ، ثم هناك اخذ برسالة و كفر بالاخرى ، و المسيحي مؤمن بالله على طريقته و وفقا ً للكتاب السماوي الذي يتمسك به و هو ليس بكافر على اطلاق الكلمة كما يشيع اصحاب النزوات . نعم هو لا يعترف بمحمد ص رسولاً و بالقرآن كتاباً ، و لكنه يعترف بالله و يؤمن به و تعبد بدين غير دين الاسلام الذي بشر به النبي محمد ، و لانه لا اكراه في الدين فعلى المسلم ان يترك الاخر على دينه و ليس له ان يكرهه على سواه ، كما ليس له ان يمنعه من ممارسة شعائره الدينية التعبدية او الاحتفالية ،. و هذا ما قام به المسلمون منذ صدر الاسلام ، و هذا ما مكن المسيحيين و كذلك اليهود من الاستمرار في هذا الشرق حيث اقام الاسلام دوله المتتابعة ، وهذا ما ادى الى حفظ دور العبادة لهم و حفظهم في مجتمعاتهم ، ثم انه افسح المجال لقيام احسن العلاقات بين مسلمين و مسيحيين متجاوريين في السكن او العمل او تربطهم علاقة ، ثم توطدت عرى الصداقة و المحبة بينهم دون ان يكون اختلاف الدين عائقا امام ذلك .

على ضوء ما تقدم فاننا لا نعتبر انه من الاسلام في شيء ما يقوم به البعض من تصرفات من قبيل الاعتداء على الكنائس و دور العبادة ، او منع المسيحيين من ممارسة شعائرهم الدينية و الاحتفالية كما حصل في سورية في موجة" فوضى الربيع" المزعوم ، او منع الزينة في احياء و مدن في لبنان لمناسبات دينية ، او تطرف البعض الى درجة تحريم معايدة المسيحي او مشاركته الفرح في مناسباته ، وصولا الى ما سجل في سورية الان من تهجير او تقتيل او محاصرة او تهديد بالابادة لقرى مسيحية لمجرد انها مسيحية ترفض الخروج عن النظام العام في الدولة القائمة . و بالتأكيد ليس من اخلاق الاسلام ارتكاب اعمال السرقة و الاغتصاب و القتل و ترويع الآمنين و تهجيرهم من بيوتهم و ارضهم وحتى و لو ارتكبها من يطلقون لحى تتعدى الشبر و الشبرين ، و يصرخون " الله اكبر " عند قتلهم لضحاياهم او لدى استهدافهم للابرياء من غير دياناتهم فهي جرائم لا ترتكب من اجل الاسلام او نصرة له ، بل هي على العكس تماما ً جرائم ترتكب اولاً ضد الاسلام قبل اي احد و هي سلوكيات مستوردة غريبة عنه دخيلة على اخلاقه و سلوكياته ف "المسلم هو من سلم الناس من لسانه و يده " كما سن رسول الله محمد ص ، فالقاتل لا يقتل كما و ان الزاني لا يزني و هو مسلم .

و بالمحصلة اننا نراها سلوكيات مستهجنة لم تعرفها هذه المنطقة في عصرنا الحاضر الا على يد الصهيونية التي ادخلتها اليها عندما احتلت فلسطين و قتلت من استطاعت من اهلها و هجرت الباقي لتقيم على ارضهم دولتها " اسرائيل ". و يتابع العمل الان بهذه " الثقافة" اللااخلاقية و اللا انسانية خدمة لاسرائيل و لمشروعها الغربي الاستعماري .

نعم و بكل تأكيد نرى ان قتل المسيحيين في سورية و تهجيرهم منها يشكل امتدادا لما بدأته اسرائيل في فلسطين ، و تابعته العصابات الارهابية التكفيرية التي تعمل باوامر اميركية – صهيونية في العراق ، و انتقلت به الى سورية وتتحضر لنقله الى لبنان الذي بات الهدف المستقبلي القريب للعمل الاجرامي ضد المسيحيين وهنا يجب و في وقفة وطنية التصدي لهذا الخطر عبر تكتل المجتمع ليحمي ذاته و مكوناته .

و اذا كان امر مسيحي فلسطين و العراق بات و للاسف شبه محسوم سلبيا ، فان امر مسيحي سورية لا زال ممكن العلاج خاصة مع ثبات الدولة السورية في وجه المؤامرة على نظامها و كيانها السياسي الجامع لكل الطوائف و يبقى امر مسيحي لبنان الذين ينبغي حفظهم عبر :

- التصدي للموجات التكفيرية التي يتسع انتشارها في بعض المناطق اللبنانية و منعها من فرض ثقافتها على الاخرين .
- تفعيل دور القوى الرسمية الامنية و العسكرية اللبنانية في حماية المجتمع و منع عمليات الاعتداء و التضييق على مكوناته .

- اقامة نظام العدالة السياسية و الوطنية و الذي ليس له مدخل افضل من قانون انتخاب عادل يأخذ الهواجس و المخاطر بالاعتبار .

- و اخيرا لابد من القول بان على المسيحيين انفسهم المساهمة الفاعلة في عملية الدفاع عن الذات وجوداً و دوراً ، دفاع يبدأ بحسن اختيار قياداتهم و حسن حبك تحالفاتهم ، فلا يمكن ان يركن مثلا لمن تسبب في العقود الاربعة الماضية في تهجيرهم من معظم المناطق اللبنانية ليحصرهم في منطقة جبل لبنان الشمالي ، و لا يمكن ان يوثق بمن يعقد التحالف مع دعاة الفكر التكفيري الالغائي الاقصائي او يدعو لحكم من " يمنع اقباط مصر من ممارسة حقوقهم السياسية " ، لا يمكن الركون لمثل هؤلاء ليكونوا قادة في معركة الدفاع عن الذات المسيحية في لبنان.

ان حماية مسيحيي لبنان هي حماية و دفاع عن لبنان و هي لا تكون الا في تثبيتهم في ارضهم بوجه العاصفة الصهيو- اميركية و في المحافظة عليهم و جودا و دورا و فعالية ، لان اقتلاعهم – ان حدث – سيشكل جريمة ضد الانسانية و ضد لبنان ثم انه خدمة للصهيونية و اسرائيل التي سنت هذه السنة و قي ذهنها افراغ الشرق من المسيحيين لتتمكمن من التحول الى الدولة التي يحصر اهتمام الغرب المسيحي بها فيصغي اليها وحدها و تملي عليه ما تشاء ، و هي ترى في وجود المسيحيين هنا عائق بوجهها معطل لاستراتيجيتها العنصرية.

هل هي فتوى جديدة ؟

!..التنزيلات مستمرة.. داعية سلفي مصري : يجوز زواج البنت من عمر 3 سنوات

تأكيداً على الغريزة الحيوانية و النزعة الجنسية الشاذة عند أصحاب الفكر السلفي التكفيري ، تستمر سلسلة المهازل و الفضائح لمدّعي الإسلام ممن طبعوا إشارة السجود على جباههم ظلماً و عدواناً.

فبعد أن وصل التيار المتأسلم إلى سدة الحكم في مصر ، بدأ مستوى النقاشات في المؤسسات الرسمية ينحدر شيئاً فشيئاً ، و كان منها موضوع معاشرة الزوجة الميتة الذي تمت مناقشته في مجلس الشعب و كذلك موضوع زواج البنت في سن التاسعة و الذي تمت مناقشته في الجمعية التأسيسية للدستور المصري الذي تم إقراره مؤخراً.

كانت البداية مع سن 9 سنوات الذي طالبت به مجموعة شيوخ السلفيين في الجمعية التأسيسية للدستور و التي أصبحوا غالبية فيها بعد انسحاب القوى المدنية منها بسببهم. ثم خرج الداعية السلفي مفتاح محمد فاضل على الإعلام ليقول أنه يصح زواج البنت في الثامنة إذا استدار ردفاها و أصبحت تحمل علامات الأنوثة !

القفزة النوعية كانت مع ياسر برهامي الداعية السلفي و العضو في اللجنة التأسيسية للدستور حيث وصل به الأمر إلى اعتبار أن الزواج يصح بالبنت التي لم تحض بعد ولو كانت بعمر 3 سنوات مستشهداً } وَالَّلائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً.

و في مقابلة على قناة دريم 2 اعتبرت منال الطيبي - العضوة المستقيلة من الجمعية التاسيسية للدستور أن تفسير برهامي للآية القرآنية يجعل من ذلك الزواج- زواج الطفلة- اغتصاباً للأطفال لا زواجاً و متاجرةً جنسية بهم.

و رغم هذا لا تزال الفتاوى المثيرة للسخرية محل جدل في الأوساط المصرية و لا يزال الجدال حاداً حول فتوى السماح للزوجة بأن تكذب على زوجها حتى تصوت بالموافقة على الدستور !

يذكر أن ياسر برهامي من أكبر داعمي الثورة الوهابية في سورية و هو صاحب حملة "دعم و حماية الثورة السورية".


Dr-Jihad Makdissi (د.جهاد مقدسي)

الاثنين

سوريا وصلت الى الخط الأحمر

Mercredi 19 Décembre 2012
مخطط تقسيم الاقليات تنفذه الصهيونية بدعم اميركا وحلف الناتو    
تقاسم العالم العربي بين مثلث تركي ايراني اسرائيلي

تقترب سوريا من الخط الأحمر على المستوى الشعبي والمستوى الاقتصادي والمستوى العسكري والمستوى القيادي، لأن الأحداث التي اندلعت قبل 21 شهراً، استنفذت طاقات المعارضة واستنفذت طاقات كبيرة من الجيش ايضاً. فالمعارضة غير منظمة بالنسبة لذخيرتها وقدرتها على القتال باستمرار، فيما الجيش وضع عناصره او بعض عناصره اكثر من 8 اشهر ولم يذهبوا لرؤية عائلتهم. فيما الدولار يرتفع على سعر الليرة السورية، يصبح سعر الدولار تقريباً الضعف

فيما بدأت سوريا تشهد حرباً فعلية عبر اشتراك طائرات ميغ 25 وميغ 23 في القصف الجوي، فترة قصيرة وتدخل سوريا في أزمة الصراع الدولي. واذا كان مجلس الامن قد صوّت على التدخل في سوريا، واستعملت روسيا والصين الفيتو ضد القرارات التي قدمتها اميركا وبريطانيا وفرنسا وعطلت روسيا والصين قرارات مجلس الامن فان عنصرا جديدا طرأ على الموضوع في مخيم اليرموك، الذي يقطنه 75 الف لاجىء فلسطيني في المخيم، يعيشون على مدخل دمشق الرئيسي ويبعد المخيم 3 كلم عن وسط دمشق

حصت معركة داخل المخيم واجتاحت 7 فصائل فلسطينية، فصيل الجبهة الشعبية للقيادة العامة التي يترأسها احمد جبريل، وهي منظمة فلسطينية تابعة لسوريا مباشرة، وموالية للنظام، لكن الـ 7 فصائل الاخرى هم ضد النظام واطاحوا باحمد جبريل الذي نقلته طائرة هليكوبتر الى طرطوس ونجا من الموت بأعجوبة

فيما طوق الجيش السوري المخيم من كل الجهات، وترك الجهة الغربية مفتوحة، بينما طوق المخيم من 3 جهات، واستعمل القنّاصون بنادقهم ليطلقوا النار على المارّة في الشوارع داخل المخيم

واضح ان الجيش السوري يتوجه نحو اختراق مخيم اليرموك، لانه لا يستطيع تحمل ان يقوم الفلسطينيون باغلاق مدخل دمشق الرئيسي بعدما سيطروا على الاسلحة والذخيرة داخل المخيم، خاصة ذخيرة وسلاح القيادة العامة التي كان يدعمها النظام

وأكثرية اهل المخيم هم من الفلسطينيين السنّة، ومتعاطفون مع المعارضة السنيّة، لا بل ان عناصر من الجيش السوري الحر مضى عليه شهر وهو يعمل ضمن المخيم من أجل اقامة رابط بين المخيم وبين المعارضة السنيّة في سوريا

تقترب دمشق من خط الانفجار، وبات على الفرقة الرابعة ان تضرب ضربتها الكبيرة، والا فان دمشق ستسقط أجزاء منها في أيدي المعارضة. لكن حتى الآن، فان القوة العسكرية التي تحمي دمشق وقوامها 40 ألف جندي، مع دبابات ت92 احدث دبابة روسية قادرة هذه القوة على حماية دمشق وحماية مقر القيادة حيث يوجد الرئيس الدكتور بشار الاسد

اهالي مخيم اليرموك هربوا منه باتجاه لبنان، واجتازت الفي عائلة فلسطينية الحدود اللبنانية – السورية، منها من قطع على الحدود الرسمية وفق اوراق اقامة لديهم، ومنهم من قطعوا عبر الطريق التي شقّتها في الماضي القيادة العامة، وكان لها مركز في قوسايا، وهي قاعدة للجبهة الشعبية للقيادة العامة لكن سيطرت عليها الفصائل الفلسطينية الان، وتعتبر قوسايا منطقة لها طريق تسير عليها السيارات بسهولة وعند اجتياز الحدود تدخل الى لبنان فتصبح في البقاع الغربي، وهذه الطريق يستعملها الفلسطينيون حاليا للخروج من سوريا باتجاه لبنان

الحكومة اللبنانية لم تتخذ اي اجراء بشأن اللاجئين الفلسطينيين، ذلك ان مخيم عين الحلوة هدد باغلاق طريق صيدا وباحتلال طريق جزين والمنطقة كلها والقيام بعملية عسكرية كبرى، اذا تم منع الفلسطينيين من الهرب من سوريا

الحكومة اللبنانية لم تدرس الموضوع ولم تعلّق عليه، كأنما الأمر سهل، ذلك ان سوريا التي رفضت التدخل في شؤونها الداخلية، من خلال الاستعانة بروسيا والصين اللذين استعملا الفيتو في مجلس الامن، هذه المرة ستجد نفسها امام قرار يتعلق بالفلسطينيين في سوريا، لان اللاجئين الفلسطينيين يخضعون لمنظمة الأونروا الدولية، ولا يمكن لمنظمة الاونروا التابعة للامم المتحدة ان تتجاهل موضوع مخيم اليرموك

1000 عنصر فلسطيني تركوا المخيم سيراً على الأقدام فوراً، بعد ذهاب أحمد جبريل من المخيم، لانهم محسوبون على الجبهة الشعبية للقيادة العامة وخافوا من الانتقام فذهبوا سيرا باتجاه دمشق دون ان يكون لديهم مأوى ليسكنوا فيه. اما باتجاه لبنان فالعائلات الفلسطينية تترك مخيم اليرموك وتتجه بالسيارات من الجهنة الغربية التي تركتها القوات السورية مفتوحة للذين يريدون النزوح من المخيم. وعملياً نزحوا من المخيم وقد دخل لبنان 2000 عائلة منذ اسبوع واول امس وامس واليوم هنالك الاف العائلات الفلسطينية التي تتوجه نحو الحدود اللبنانية، ومنها من يدخل شرعيا ومنها من يستعمل طرق قوسايا

لكن الوضع الفلسطيني متأزم والجيش السوري يستعد لدخول المخيم، واذا دخل الجيش السوري الى المخيم فان تدويل الازمة السورية يكون قد بدأ فعليا

على كل حال، فان الجيش الروسي أمر البحرية بالتوجه من بحر البلطيق الى البحر الابيض المتوسط، ولم يرسل كامل الاسطول، بل ارسل 5 سفن، وسيرسل 5 آخرين لاحقاً. هذه الـ5 سفن، هي سفن انزال اثنتين، وسفينة خزان وقود وبارجتين للحماية، وسفينتي الانزال ايضا هما سفينتين لاخراج الروس ورعايا روسيا الاتحادية، ذلك ان الوضع يتفاقم وتشعر روسيا ان تطورات دراماتيكية قد تحصل في دمشق ومحيطها، ولذلك فان 3 آلاف روسي يعيشون في سوريا، قد تسحبهم هذه البواخر الى روسيا. مع العلم ان الخطوط الجوية الروسية لم توقف رحلاتها الى مطار دمشق، انما المعركة التي حصلت على طريق مطار دمشق الدولي، كذلك سقوط قذيفة هاون على المدرج، جعل روسيا الاتحادية تخاف من إغلاق مطار دمشق وعدم قدرتها على اجلاء رعاياها. وفي ذا الوقت، يمكن اعتبار ارسال جزء من اسطول البلطيق الى سوريا، والى قاعدة طرطوس دعما ايضاً للنظام، واستمراراً للعلاقة العسكرية البحرية بين روسيا وسوريا

بالعودة الى مخيم اليرموك، فان مراسل الـ"ان.بي.سي" الاميركية، افاد بتقرير ان 75% من المخيم يريدون المغادرة، لكن ليست لديهم الوسائل والقدرات على المغادرة، انما في كل الاحوال خلال يومين او ثلاثة سيغادر 70 الى 80% من المخيم باتجاه لبنان، مما يضيف عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 60 الف. اضافة الى ذلك فان الفلسطينيين في سوريا الذي يبلغ عددهم بين 500 الف و600 الف لاجىء فلسطيني، قرروا التوجه بقسم كبير منهم الى لبنان

ولا نملك بعد معلومات عن موقف الأمن العام اللبناني من هذه النقطة، وكيف يتم التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين، وهل يُسمح لهم بالدخول أم لا، انما نملك معلومات عن أن 2000 عائلة فلسطينية دخلت بشكل أكيد لبنان، وان 1000 آخرين دخلوا ايضاً لبنان، عن طريق قوسايا، وان الطريق البحري من طرطوس باتجاه خط العريضة والعبودية، يجتازه الفلسطينيون ليأتوا الى لبنان بعدما تم ضربهم في مخيم اللاذقية، أو مخيم الرمل العالي. وبالتالي، فان الموضوع يتجه اكثر واكثر نحو التدويل

والغريب في الامر ان الحكومة اللبنانية لا تعالج مسبقاً هذا الموضوع بل تتركه يتفاقم، دون أن تعطي انذارا لدول اميركا واوروبا وغيرها ان لبنان غير قادر على تحمل هذا الحجم من النازحين

وفق منظمة الاونروا المسؤولة عن الفلسطينيين فانها سجلت في الشمال دخول 170 الف لاجىء سوري الى لبنان، وسجلت دخول 24 الف سوري دخلوا لبنان ايضاً، وبالتالي عن طريق البحر بممر العبودية وطريق العريضة دخل 170 الف وسكنوا وادي خالد والمناطق، وهنالك 24 الف دخلوا عن طريق المصنع جديدة يابوس، وتوزعوا على قرى في البقاع الغربي

الرئيس أبو مازن اتصل بالقيادة السورية طالباً عدم استعمال القوة العسكرية ضد الفلسطينيين في مخيم اليرموك، ولم يكن الجو جيداً بين القيادة السورية والقيادة الفلسطينية، ذلك ان القيادة السورية تعتبر ان الفلسطينيين في مخيم عين اليرموك مسلحين ولديهم اسلحة واستعملوها ضد الجيش السوري وضد فصائل فلسطينية موالية لسوريا

اما بان كي مون امين عام الامم المتحدة وجه رسالة الى سوريا طالبا منها عدم ضرب مخيم اليرموك، فيما تقوم حركة حماس بالتوسط بين القيادة السورية ومخيم اليرموك، لكن الامور حتى الان لم تصل الى نتائج ايجابية بل تتجه الى معركة

ولذلك، فان تدويل الازمة السورية بات قريباً، ذلك ان موضوع اللاجئين الفلسطينيين هو موضوع دولي، وفي لبنان يوجد 400 الف لاجىء فلسطيني تهتم بهم الاونروا، واذا اكمل اللاجئون الفلسطينيون لجوءهم من سوريا باتجاه لبنان قد يدخل لبنان حوالي 200 الف فلسطيني على الاقل من اصل 600 الف فلسطيني موجودين في سوريا

ولكن لا نعرف موقف القانون اللبناني من دخول اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان، هل انه ممنوع هل مسموح كيف دخلت العائلات سابقا، كيف ستدخل العائلات لاحقا، انما النقطة القانونية تتعلق بالامن العام ومنظمة الاونروا وعندما يمكننا التأكيد بشأن ما اذا كان سيتم السماح للفلسطينيين في سوريا باللجوء الى لبنان

واثناء كتابة هذا المقال، تسنّى لنا الحديث مع سعادة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، فسألناه عن موضوع اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان، وكان جوابه انه بالمبدأ مطلوب تقديم طلب لتأشيرة دخول الى لبنان للفلسطينيين، ولكن اذا كان الفلسطينيون في وضع اما ان يموتوا او يدخلوا لبنان، فنحن على الصعيد الانساني سمحنا لهم بدخول لبنان. ولدى سؤاله عن القرار اذا كان على مستوى الامن العام او مستوى مجلس الوزراء، ان الموضوع فيه توجيهات سياسية من مجلس الوزراء، وطبعا خلال اسبوع او اسبوعين تجتمع الحكومة في هذا الاسبوع او المقبل لاتخاذ قرار خطي لدخول الفلسطينيين الى لبنان. لكن حتى الان التعليمات شفهية والتغطية سياسية وشفهيا من الحكومة

وعندما ألحّت "الديار" على ان هذا الموضوع كبير جدا وقد تقع مسؤوليته على اللواء عباس ابراهيم اذا وصل العدد الى 150 الف فلسطيني، اكد اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام، انه حتماً ستأخذ الحكومة القرار هذا الاسبوع او الاسبوع القادم

مخيم البداوي قادر على استيعاب 40 الف فلسطيني، مع القرى الذي حوله، ومخيم نهر البارد مصرون الفلسطينيون على اعادة اعمار وهو يتسلع الى 50 الف فلسطيني، اما مخيم عين الحلوة فيتسع ايضا لـ50 الف ولكن بصعوبة كبرى، ومخيم البص والرشيدية في صور قادر على استيعاب 50 الف. انما السؤال من يؤمّن لهم الغذاء، من يؤمّن الامن والمشاكل التي ستحصل داخل المخيمات، من المسؤول عن شعب بكامله مثل الشعب الفلسطيني، الذي منعته الاردن من الذهاب الى اراضيها، والعراق اغلق الحدود بوجه الفلسطينيين، وتركيا منعت الفلسطينيين من دخول اراضيها، وليس امام الفلسطينيين الا طريق لبنان، ذلك انه حتماً في مرتفعات الجولان، لن يتم الترحيب بالفلسطينيين ودخولهم اسرائيل. لذلك تقترب الازمة في سوريا من الخط الأحمر، وبداية الخط الاحمر هو مخيم اليرموك، لكن السلطات السورية لا تعطي الموضوع اهمية، وتعتبره في اطار المعقول والمقبول، وان جهة فلسطينية تمرّدت على القانون السوري، والقوانين المتّبعة في سوريا، ولذلك حصلت الحوادث. وان احمد جبريل والقيادة العامة للجبهة الشعبية لم يهاجموا احداً في المخيم، بل تمت مهاجمتهم واخراجهم من المخيم. وهذا يعني ان مخيم اليرموك لا يريد الانضمام الى مؤيدي النظام، بل يريد ان يكون ضد النظام ومتعاطف مع أهل السنّة في سوريا

تتسع المسؤوليات على الرئيس الدكتور بشار الاسد، وبات يعاني من حرب تقع بين جيشه النظامي وبين المسلحين، رافضين للنظام، واليوم دخل عنصر جديد هو العنصر الفلسطيني الذي أيّد الجيش السوري الحر ضد الجيش النظامي، كما قام بمهاجمة مقرّ فلسطيني مؤيد لسوريا وطرده من مخيم اليرموك

وبات على سوريا ان تواجه الفلسطينيين، واذا واجهت الفلسطينيين فقد تحصل مجزرة لان البيوت ضيّقة والطرقات ضيّقة، واي استعمال للدبابات او لقذائف مدفعية، سيشكّل نوعاً من مجزرة واضحة امام الرأي العام الدولي. لذلك، فقد لا تقدم سوريا على عمل عسكري ضد المخيم، بل تبقى تطوّقه وتترك الفلسطينيين يغادرون مخيم اليرموك الى منطقة أخرى. لكن سيبقى في مخيم اليرموك حوالي 15 الى 20 الف شاب مسلحين داخل المخيم، وهم يريدون ضمانة بأن يخرجوا مع أسلحتهم الى لبنان، وعند الحدود بعد دخول لبنان يسلمون اسلحتهم للجيش اللبناني. انما طالما انهم موجودون في سوريا فلن يسلموا اسلحتهم

روسيا التي تتعاطى بالشأن السوري وتدعم سوريا اخذت موقفاً غريباً كما ذكرنا في البداية، فهي ارسلت سفن انزال بشكل سريع من بحر البلطيق الى شاطىء طرطوس في المتوسط، وعلى الارجح فانها ستسحب عبر سفينتي الانزال الركاب من روسيا الاتحادية الى روسيا، لان الازمة قد تنفجر اكثر في سوريا، ويكون من الضروري سحب المواطنين من روسيا الاتحادية المقيمين في سوريا الى روسيا

ووفق محطة "ان.بي.سي" الاميركية فان اراضي كثيرة في قرى سنية باتت تحت سيطرة الطائفة السنية، ولم يعد الجيش النظامي موجوداً فيها. وهكذا ينتشر المعارضون بأسلحتهم في مناطق جديدة، بينما الجيش يأخذ الطرق الرئيسية والمدن الكبرى والمدن العاصية عليه يحاصرها. وسوف تقرر الاشهر القادمة او الاسابيع او الايام مصير سوريا من نواحي عديدة

دول الاقليات وهمومها

اشتعلت الآن في المشرق العربي حرب الاقليات، واذا كان في المشرق العربي اسمه سوريا الطبيعي في الماضي وكان الشريف حسين يحكم من بغداد الى الاردن وفلسطين ولبنان والعراق، فجاء سيكس بيكو وأدّى الى تقسيم المنطقة الى دول اصغر وعلى اساسها نال لبنان استقلاله سنة 1943 ثم نالت سوريا استقلالها سنة 1945، ثم نالت فلسطين استقلالها سنة 1948، بعد انسحاب الجيش البريطاني الذي ساهم بضرب الفلسطينيين وتقسيم فلسطين، واعطاء اليهود منطقة فلسطين 1948 حيث اعلن بن غوريون الدولة اليهودية

و
مخطط الدولة اليهودية ان تكون الدولة الاكبر في المنطقة، لان اليهود قادرون ويعملون ليل نهار على رفع عدد سكان اسرائيل من 7 الى 9 ملايين يهودي، ويأتون بهم منم كل انحاء العالم باستثناء اشخاص الذين لهم ادوار كبيرة في دول كي يبقى اللوبي اليهودي قوي ويسيطر
اول الغيث هم المسيحيون الذين كانوا في العراق بحدود مليونين ونصف الى ثلاثة ملايين مسيحي، فهبط عددهم الى الـ150 الف مسيحي، وهرب 200 الف مسيحي الى كردستان، اما بقية المسيحيين فجاؤوا الى الاردن ومنها الدانمارك والنروج والسويد، التي اعطت اذناً باعطاء تأشيرات دخول الى دولها، لكل مسيحي يطلب السفر الى بلدان السكوندينافية

وبالفعل هاجر مسيحيو العراق وهم من اقدم المسيحيين في الشرق من الكلدان والسريان والاشوريين الى دول الدانمارك والنروج واسوج. والان جاء دور هجرة المسيحيين من سوريا، وقبل ان ندخل في الحديث عن سوريا، فانه عندما شنت حماس هجومها على حركة فتح وسيطرت بالقوة فرضت الشريعة الاسلامية، فهاجر المسيحيون من فلسطين، الى حدّ ان الباقين في فلسطين وهي مهد المسيح وولادته وصلبه، يشكلون اليوم 1% من الشعب الفلسطيني

اما في سوريا، فهنالك حوالي مليون ونصف مسيحي، القسم الذي يسكن الساحل ليست عنده مشاكل، لانه يقع في منطقة وادي النصارى والعلويين، لكنه قلق على الأوضاع وبدأ يفكر بترك سوريا. اما المسيحيون الذين يسكنون في منطقة الصبّورة، وصولا الى منطقة الغوطة على اطراف دمشق، كذلك الذين يسكنون طريق حمص حماة، والذين يسكنون ريف حماة، فأوضاعهم خطرة، وتم قتل عدد منهم، ولذلك بدأوا يفكرون بالهجرة. وبالفعل، ترك قسم كبير منهم بيوتهم ومنازلهم وغادروا باتجاه لبنان، وهم لديهم امكانيات لاستئجار منازل ولا يريدون تسجيل أنفسهم في منظمة الاونروا. لكن اوساط رسمية في لبنان تقول ان عدد السوريين الذين لجأوا الى لبنان وصلوا الى 350 الف سوري، 194 الف مسجلين، والبقية غير مسجلين كلاجئين. ويسود الاعتقاد ان 90% الذين لم يسجلوا اسماءهم هم من المسيحيين السوريين الذين يريدون السفر الى اقاربهم في بلدان النروج والدانمارك واسوج وايضا الولايات المتحدة وكندا، اما 90% من اللاجئين الذين سجلوا اسماءهم فهم من الطائفة السنية والبقية هم من الطائفة العلوية

مطارنة الموارنة في سوريا ومطارنة الروم الارثوذكس والروم الكاثوليك عقدوا اجتماعا في بكركي، وبحثوا في امكانية انشاء مدينة في منطقة جبلية للموارنة والمسيحيين النازحين من سوريا، ويتطلب المشروع حوالي 50 مليون دولار لبناء منازل، تشكل مع الوقت مدينة يسكنها المسيحيون في جبل لبنان. وعلى الارجح في المناطق الممتدة ما بين كسروان وجبيل، وما بين كسروان والمتن الشمالي، وهنالك اراضي كثيرة للوقف الماروني، والاوقاف المسيحية الاخرى، يمكن ان تشكل مجموعة قرى يسكنها الموارنة والمسيحيون الارثوذكس والكاثوليك، الذين يهربون من سوريا الى لبنان

بكركي الآن مشغولة بهمّ كبير، وهو ماذا تفعل حيال الموارنة الذين هم في سوريا وعديدهم 420 الف ماروني، بينما المليون و100 الف مسيحي اخرين هم ارثوذكس وكاثوليك وسريان، والبطريرك بشارة الراعي ليس عنده موازنة من اجل إغاثة اللاجئين، وهو يقول انه لا يوجد رأسمال لاغاثتهم، فمن أين أجلب المال لإعمار أبنية للموارنة الآتين من سوريا

على هامش مجلس الوزراء، تحدث وزير عن اعطاء الجنسية للمسيحيين السوريين وهذا الموضوع سيشكل نقطة خلاف بشأن توطين مسيحيين في لبنان، لكن المسيحيون يقولون انه في ايام الرئيس الياس الهراوي وايام اللواء غازي كنعان تم تجنيس 400 الف مسلم في لبنان، فلماذا لا نقوم بتوطين المسيحيين الآتين من سوريا، لكن مجلس الوزراء الذي لم يعين حاجبا حتى الان في الدولة، لم يقم ببحث اعطاء جنسية لـ200 الف او 300 الف ماروني يأتون من سوريا الى لبنان والمشكلة عويصة لكن الطائفة المارونية ستطالب بتجنيسهم على الاقل كي يحصل توازن بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا وان في عهد الرئيس الياس الهراوي كان عدد المجنّسين 400 الف، 20 الف منهم مسيحي و380 الف مسلم. وهذا أدّى الى تغيير كل اوضاع لبنان انتخابياً حتى، فرأينا المجنّسين كيف يأتون من سوريا وينتخبون في الانتخابات، ثم يعودون بالبوسطات الى سوريا. لكن الرئيس نجيب ميقاتي يرفض تجنيس المسيحيين السوريين. كذلك دار الافتاء ترفض هذا الطلب. اما بالنسبة للطائفة الشيعية، فلا ترفض هذا الموضوع وتوافق عليه

اذا كانت هذه هي مشكلة الطوائف المسيحية وهجرتهم من العراق والاردن وفلسطين وسوريا فان مشكلة الاقليات الدرزية ايضاً هي ذاتها لكن الدروز يوالون المكان الذي يسكنون فيه، فمثلا في اسرائيل دخل الدروز في الجيش الاسرائيلي وقاتلوا الى جانب الجنود الاسرائيليين العرب دون أي تردّد. اما بالنسبة للاردن فالدروز يوالون النظام الملكي 100%، وأما في فلسطين، فهم الذين يسكنون في اسرائيل 1948 يدخلون الى الجيش ويوالون الدولة الاسرائيلية، والذين هم خارج اسرائيل 1948 يتعاون مع السلطة الفلسطينية. وفي لبنان يطالب دائما الدروز بسيادة واستقلال لبنان ولا يريدونه ان يندمج مع دولة اخرى. تبقى مشكلة الدروز في جبل العرب في سوريا، فأول امس اندلع نوع من الاشتباكات بين الدروز وقسم من الشرطة والجيش السوري، وقام على اثره الجيش بتطويق منطقة السويداء لكنها منطقة شاسعة وفيها قرى كثيرة درزية، وهكذا انتقلت عدوى الاقليات من المسيحية الى الدروز. حتى الطائفة الشيعية، فهي في سوريا غير موجودة الا من خلال العلويين، لكنهم ليسوا شيعة، كذلك في فلسطين لا يوجد شيعة، في العراق يوجد 13 مليون شيعي، وفي لبنان يوجد مليون ونصف مليون شيعي، وهذا الوضع يجعل الشيعة في وضع مريح بالنسبة للمشرق العربي، بقوة حزب الله وقوة العراق، ودعم ايران الكبير للشيعة. لكن في بحر العرب الكبير حيث يبلغ عدد العرب 330 مليون عربي، فان الـ300 مليون هم من اهل السنّة، و30 مليون هم من الشيعة والمسيحيين. اذ يبلغ عدد المسيحيين 13،5 مليون مسيحي مقابل 16،5 مليون شيعة، وهكذا يكون المارد السنّي هو القوة الكبرى في العالم العربي. ولذلك تشعر الاقليات بخوف تاريخي من الاكثرية السنية، وفي زمن ابن تيمية الذي حمل راية الخلافة الاسلامية، اجبر الشيعة على شتم الامام علي، قدّس الله ذكره، وأجبروا المسيحيين على عدم قرع الاجراس واقامة الصلاة فهرب المسيحيون الى الجبال، واما الشيعة خضعوا اخيرا للشتم وكانوا يقولون في قلوبهم العكس، وهذا ما تم تسميتهم الباطنية، القول بعكس ما تضمر، لان ابن تيمية طلب من جنوده شطب شفاه كل شيعي لا يشتم الامام علي، وكان آلاف الشيعة لا يقبلون بشتم الامام علي فتم شطب شفاههم حتى ان اسنانهم كانت ظاهرة للخارج، الى ان صدرت فتوى من مرجعية شيعية قال اشتموا في العلن واضمروا في الداخل القداسة للامام علي، قدّس الله ذكره

وفي موضوع الاقليات، يعيش المسيحيون في لبنان وضعا غير مستقر منذ ميثاق الطائف، الذي نتج عنه تخفيض صلاحية رئيس الجمهورية واعطاء صلاحية لرئيس مجلس الوزراء، حتى ان هذا الميثاق جاء ردا على عهد امين الجميل رئيس حزب الكتائب، حيث حكم حزب مسيحي متطرف مثل الكتائب لبنان، فكانت ردّة الفعل سحب الصلاحية من رئيس الجمهورية واعطائها لمجلس الوزراء مجتمعا لكن العملية الحقيقية كانت ان الصلاحية اصبحت لدى رئيس مجلس الوزراء. وهذا ما اصاب المسيحيين باحباط كبير نتيجة اتفاق الطائف، انما الذي ادى الى اتفاق الطائف هو موازين القدرة التي نتجت عن حرب العماد عون مع القوات اللبنانية، ثم حصول حرب التحرير بين الجيش بقيادة العماد عون والجيش السوري، ثم حرب أخرى بين الجيش اللبناني والقوات اللبنانية

وبدلاً من أن تقف القوات اللبنانية على الاقل على الحياد، فكانت تقصف قصر بعبدا اثناء تقدم الجيش السوري باتجاه عون، خسر المسيحيون ثقلهم في لبنان لسببين، حروبهم الداخلية، ورهانهم على الخارج، ميشال عون راهن على فرنسا والعراق وخسر، وكان هاجسه السلطة ورئاسة الدولة فخسر رئاسة الحكومة المؤقتة وقيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وجعل المسيحيون يدفعون دماً ووجوداً وقتلى نتيجة سياسته، اما الدكتور سمير جعجع الذي ازاح ايلي حبيقة سنة 1986 من المنطقة الشرقية فاعتبر انه القوة الرئيسية في المنطقة الشرقية، وليس امامه سوى العماد ميشال عون، فاذا ازاحه سيكون هو المفاوض الاول مع سوريا، وخاض حرباً مع الجيش اللبناني ادت الى تدمير القوة المسيحية، لدى الاثنين، لدى الجيش بقيادة عون، ولدى القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع. وكان العماد عون يتلقى رسائل سورية بأنه اذا ضرب القوات فسيكون رئيسا للجمهورية، وكان ينقل له هذا الكلام اسعد حردان وايلي حبيقة وميشال سماحة، وشخصية لحساسيتها لا نريد ذكرها، اما بالنسبة للدكتور سمير جعجع فكان يفكر بالسيطرة على المنطقة الشرقية، والخلاص من العماد ميشال عون، وهكذا دمّر المسيحيون انفسهم فوجدوا حالتهم امام ميثاق طائف لا صلاحية لرئيس الجمهورية فيه. وهذا ما ارادته السياسة الاميركية، لانه في الطائف في السعودية اشترك السفير ساترفيلد شخصيا في صياغة الدستور، وهكذا تماماً حصل في لبنان، اذ كما تم انشاء الدستور العراقي وتعيين رئيس جمهورية العراق كردي، هو الرئيس طالباني، هكذا هنالك جبل لبنان مثل كردستان، والرئيس ماروني دون صلاحيات مثل الرئيس طالباني، والصراع الفعلي سني وشيعي، وفي العراق سنّي وشيعي. والمثل الذي طبّقته اميركا في العراق تطبّقه في لبنان، لكن الهاجس عند المسيحيين كبير بالنسبة للبقاء في المشرق العربي، ويفكرون جدياً بالهجرة، وما يدفعهم الى الهجرة اكثر هو الحالة المعيشية السيئة التي يعيشونها في لبنان مع ضعف الرواتب وغلاء المواد الاستهلاكية وحتى المواد الغذائية

ثم ان نجاح من هاجر من المسيحيين الى الخارج و قيامهم بأعمال واطلاع اهلهم في لبنان انهم يعيشون باستقرار في البلدان التي هاجروا اليها ،ادى ذلك الى تشجيع المسيحيين على السفر الى استراليا وكندا واميركا بعد ان وصلتهم اخبار الذين سافروا واستقرارهم هناك ، ومعاملة الدولة لهم وتطبيق القانون وانه لا يوجد اي تفريق بين مواطن و آخر

في لبنان لا يوجد استقرار سياسي هذه الاسباب العملية والنفسية ادت الى تشجيع المسيحيين على الالتحاق بمن هاجروا ، اضافة الى ان الشاب الذي يهاجر يحاول ان يطلب والدته ووالده كي يهاجرون كما يطلب شقيقه وشقيقته للهجرة ، ثم لاحقا ينضم افراد من العائلة ، وهكذا زادت الهجرة المسيحية الى الخارج وتضاءل الوجود المسيحي في لبنان فنزح المسيحيون من اطراف الجنوب واطراف البقاع وعكار الى الوسط الذي هو جبل لبنان ،وبعضهم ابعدهم التهجير نتيجة الحرب واخرون وجدوا في حياة المدن الوضع المناسب لهم

يعيش المسيحيون في لبنان على تناقض بين العماد عون وسمير جعجع ورغم ابعاد العماد عون 15 سنة ورغم سجن سمير جعجع 11 سنة من السلطة ذاتها وهي سوريا والنظام القائم في لبنان الحليف لها فان العماد عون وجعجع بعد خروجهم من الابعاد والسجن عادا واختلفا سياسيا ولم تستطع الكنيسة المارونية ان تخفف من حدة خلافهما، لا بل ما كان يقوله عون وفرنجية عن البطريرك صفير بات يقوله سمير جعجع عن البطريرك الراعي .كل هذه الاسباب تجعل المسيحي يهاجر اضافة الى ان اشعال النار في سوريا قد يمتد الى لبنان

اما العلويون فهم يشعرون انهم اقلية وانهم صحيح وصلوا الى الحكم في سوريا عن طريق حزب البعث لكن الاخوان المسلمين بقوا معادين لحزب البعث ويعملون في السر للاطاحة بنظام الاسد، ولقد سكن قسم من العلوين دمشق ومناطق حمص وغيرها لكن وجودهم الحقيقي هم ابتداء من طرطوس حتى اللاذقية او رأس شمرا ،لان مقاطعة اسكندرون وكيليكا سلختها فرنسا وبريطانيا عن سوريا واعتطها لتركيا سنة 1936 ، وبقي مليون ونصف علوي مع مليون مسيحي في هذه المنطقة ،لكن تركيا منعت تعليم اللغة العربية في مدارس الاسكندرون وكليكا وغيرت اسماء القرى وحتى منعت تسمية الاهالي لاولادهم باسماء عربية، لذلك يشعر العلويون انهم اضطهدوا في زمن العثمانين وفي زمن تركيا الفتاة وخلال 1300 سنة من الحكم السني لهم ، وكانوا دائما اما يعيشون في جبال ووداي النصارى عندما تأتي الحملات البرية عليهم ثم ينزلون الى الساحل عندما تنسحب الحملات عنهم

الشعوب وازمة الاقليات
في ظل كل هذه الاسباب التي ادت الى ضرب الاقليات في المنطقة جاء مؤتمر صهيوني ليخطط لكيفية بناء دولة يهودية في فلسطين واقتصر المؤتمر الصهيوني ببريطانيا وفرنسا وقدّم وزير خارجيتها بلفور ان فلسطين ستكون دولة يهودية وهذا هو الوعد المشؤوم الذي صرح به وزير خارجية بريطانيا سنة 1917 وخطة الاسرائيلي كي تكون اسرائيل في امن حقيقي ليس بطائرات اكثر او حديثة او بوارج او دبابات، بل ان النظرة الاستراتيجية التي تريدها اسرائيل هي في نقطتين ،اولا ان تكون الدول التي حولها مقسمة طائفيا ومذهبيا على اساس شيعي سني درزي مسيحي علوي ، وثانيا ان تكون هذه الدول فقيرة وتقع تحت وطأة الدين الخارجي ، لانه في اللعبة الدولية اسرائيل تستطيع السيطرة على قرارت البنك الدولي وقرارات الكونغرس في اميركا وكذلك في اوروبا ، ولان اسرائيل لا تستطيع شن حرب على العراق نظرا لقوته البرية ونظرا لانه ليس لها حدود مع اسرائيل، اخترع قضية الاسلحة الكيمائية و اخترع حوادث 11 ايلول لتدمير العراق بالقوة الاميركية وهي القوة الوحيدة في العالم القادرة على ضرب العراق ، فصرفت اميركا 800 مليار دولار على هذه الحرب ووقّع العراق مع اميركا في القسم الجنوبي منه حيث المنطقة الشيعية وشاطئ البصرة والمرفاء الوحيد للعراق على البحر ينتج 4 ملايين برميل يوميا فيتم تسديد ما دفعته اميركا على حربها من خلال مليوني برميل يوميا ويبقى مليوني برميل للسلطة الشيعية، فيما وافقت تركيا على دولة كردستان بضغط اسرائيلي على اميركا كي تقنع تركيا الموافقة على الدولة الكردية مقابل ان تحصل تركيا على سعر نفط ب 60 دولار للبرميل اي نصف سعره بكمية نصف مليون برميل يوميا ، ويتم تصدير النفط من كردستان عبر الحدود مع تركيا عبر البحر ، مع العلم ان تركيا اخذت مشروع بناء مطار اربيل وشق الطرقات وبناء فنادق وابراج في كردستان وجسور واخذت مشروع مد الانابيب النفطية من كردستان الى تركيا واشترطت ان لا تشتري كردستان دبابات او طائرات حربية

ولعبت اسرائيل هنا لعبة مزدوجة ذلك ان لدى كردستان جيش اسمه البشمركة وهومسلح بسلاح متوسط وبنادق فقرر رئيس الوزراء العراقي شراء اسلحة من روسيا ب4 مليارات هي طائرات ودبابات فاعترضت كردستان وقررت ايضا شراء اسلحة فاعترضت تركيا وهنا توقفت صفقة السلاح للعراق للشيعة والاكراد وبمعنى اخر لن يكون في العراق الا اسلحة خفيفة ودبابات

هنا نصل الى النتيجة ،اسرائيل تريد سوريا فقيرة لذلك خسرت سوريا حتى الان 60 مليار دولار من ذخيرة وتدمير ابنية ومدن ووقف الانتاج الزراعي والصناعي والموضوع طويل ولن ينتهي في القريب العاجل وليس هنالك من حل قبل سنة او سنتين للازمة في سوريا وارتدادها على لبنان والعراق والاردن والمنطقة ،ونحن دخلنا مرحلة صراع ليس صراع الاقليات بل مرحلة ان تحكم الدولة اليهودية وعددها 8 ملايين يهودي كل الدويلات الصغيرة التي حولها، لان اسرائيل كما قلنا تعتبر الامن الحقيقي لها ليس امتلاك طائرة حديثة بل تخلّف المجتمع حولها، ووقوعه في الديون وخرابه واقتتال الشعب حولها ،وغدا عندما تنشأ الدويلات السنية الشيعية الدرزية العلوية والمسيحية تكون اقوى دولة بينهم اسرائيل بينما لو بقيت دولة موحدة قادرة على شراء اسلحة فانها خطر ولو بعد 50 سنة لذلك تريد اسرائيل تقسيمنا الى دويلات فقيرة كي تتحكم بنا تماما

التاريخ ليس قدر مكتوب بل جهد شعب يصنعه واسرائيل لن تنسحب من طيبة خاطرها سنة 2000 من جنوب لبنان عند تحرير الشريط الحدودي واسرائيل لم تخسر حرب 12 تموز 2006 بالصدفة فعندما نقرأ تقرير لجنة فينوغراد القاضي الاسرائيلي الذي تراس اللجنة وسميت على اسمه حيث قال ان اكبر مشكلة هي عندما يدلي رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ورئيس جهاز المخابرات الموساد ورئيس جهاز الامن العسكري الشباك بافادة يقولون فيها انهم لم يكونوا على علم بوجود 20 الف صاروخ لدى حزب الله يصل بعضها الى تل ابيب وحيفا. من هنا فان التاريخ ليس قدر بل ارادة قرار بالحياة مشتركة وارادة عزة نفس وسيادة ولان الخطر كبير على المنطقة من تقسيم طائفي ومذهبي ، واسرائيل تنتظر ان تغرق المقاومة في لبنان في حرب مع الطائفة السنية وهكذا ترتاح من المقاومة ذلك انه منذ شنق الزعيم السني الكبير صدام حسين الى قتل الرئيس الحريري الى قتل مؤخرا الشهيد وسام الحسن انما يدل كل ذلك على تحفيز وخلق مشاعر احقاد من السنة تجاه الاخرين وليس ضد اسرائيل وهذا ما تريده الصهيوني
 

مسيحيو حلب.. من هُم وإلى أين؟

تعود أصول المسيحيين في حلب لبني تغلب من ناحية ولميراث انطاكية التي دُعي فيها أتباع المسيح مسيحيين اولاً. وقد لعبوا أدواراً اقتصادية مهمة قبل الاسلام ويسميها القديس باسيليوس الكبير (بيريا) في القرن الرابع، وشارك أساقفتها في مجمعي نيقية وخلقيدونيا، وعندما استولى عليها المسلمون عام 1260م بقيادة خالد بن الوليد، حافظوا على أوضاعها الاقتصادية حيث كانت مشهورة بالقوافل الآتية من الهند لتبادل السلع، وخصوصاً البهارات، مع منطقة بلاد الاناضول. وفي العهد العباسي برزت كعاصمة للدولة الحمدانية وبلغت أوجها في عهد سيف الدولة، وأثناء الاحتلال العثماني ظلت المدينة الثانية بعد القسطنطينية حيث سكنها القناصل والتجار أصحاب الاستيراد والتصدير، وبعد انهيار الدولة العثمانية وتسلم اتاتورك، سلخ عنها أقضية وضمها الى تركيا وهي عينتاب ومرعش واضنه ومرسيه، وهذا ما سبب نكسة اقتصادية كبيرة لتجارها.

أثناء الحكم العثماني كانت أوضاع حلب تتأثر كغيرها بمزاجية الحكّام والولاة، وقد نشأت مناطق تجمّع فيها المسيحيون بموافقة ضمنية من السلطات العثمانية.

من أهم الأحياء القديمة، حي الجديّدة، الذي تأسس أيام الدولة الجركسية المصرية بعد همجية التتار، وبحسب الارشمندريت اغناطيوس ديك، المؤرخ المسيحي الحلبي المشهور، فإن ابن شحنة والغزي يؤكدان أن حي الجديّدة نشأ في القرن الخامس عشر وكان مقتصراً على المسيحيين، وقد بنيت الجديّدة على شكل أزقة متداخلة لها بوابات تغلق عند مغيب الشمس، تتقاطع شوارعها على شكل صليب، حيث بني في وسطه مجموعة كنائس للروم الكاثوليك والارثوذكس وللارمن الكاثوليك وللموارنة، وقد دعيت تلك المنطقة الداخلية (الصليبة) ودعيت بوابات الحارات بأسماء معروفة منها بوابة الياسمين وبوابة السيسي، ويظهر أن ولاة حلب أرادوا استرضاء المسيحيين الذين كانوا من كبار التجار القاطنين في هذه الحارات، وبنوا لأنفسهم بيوتات شرقية رائعة، أمثال «بيت الوكيل» الذي صار فندقاً من الدرجة الاولى، و«بيت باسيل» الذي صار ميتماً، و«بيت غزالة» وغيره، فقام بعضهم أمثال بشير باشا العام 1653م بتشييد خان كبير ليرتاح فيه التجار الغرباء ليعرضوا بضائعهم في ساحة أمامه، تحولت مع الايام لتبادل السلع بين التجار، وخصوصاً الطيور والسمك، ثم لاحقاً أصبحت معرضاً لبيع الحطب، حتى دُعيت بساحة الحطب. كما بنوا قيصريات وهي عبارة عن أمكنة فيها أكثر من نول لغزل الحرير وحياكته، وكانت حلب مشهورة به، ومن ثم مد قسطل مياه، ما أعطى رفاهية لسكانه، فراح المسيحيون يبنون قرب بيوتهم حوانيت صغيرة، واختصوا بصناعة الخبز والعطور وبيع الخضار، ولم يحاولوا منافسة جيرانهم المسلمين الذين كانوا يختصون ببيع اللحوم والدجاج والبيض.

ولما ازداد عدد المسيحيين توسعوا الى أحياء قريبة، حيث راحوا يشترون من المسلمين بيوتهم بأسعار مغرية، فقطنوا في أحياء «الهزازة» و«ابو عجور» و«قسطل الحرامي» و«زقاق الطويل» و«الشرعسوس» و«تراب الغربا» و«اقيول» التي معناها القبب، بحسب المؤرخ ديك أو البياض بحسب آخرين. ومن ثم ازدادوا توسعاً في نهاية القرن الثامن عشر حيث صاروا في «زقاق بيلوني» و«الحلبوم»، أما في القرن التاسع عشر، فاستحدثوا أحياء جديدة لهم كـ«الحميدية» و«العزيزية» و«النيال» و«التلل» و«السليمانية» وبستان كل آب و«الجابرية»، وفي القرن العشرين صارت هناك أحياء «الميدان» حيث تجمع الارمن.

ان عملية التغاير والتوسع والانكماش كانت بحسب الاوضاع الامنية والسياسية. فأثناء حوادث 1860 تأثر بها المسيحيون سلباً كما تأثروا أسوة بغيرهم في الحرب الاولى، لكن حوادث 1936 التي حدثت في حلب بما سمي بحادثة سوق الاحد جعلت بعض المسيحيين يتركون حلب القديمة باتجاه مناطق بعيدة عنها نسبياً وشكلوا تجمعات سكنية في المعري والرام وأبعد ايضاً كحي السريان والشهباء وصولاً الى ما سمي بمنطقة الفيلات والتراسانتا والسبيل.

كان للمسيحيين مدارسهم قرب كنائسهم، فللموارنة مدرسة في «حي الحصرم» وللكاثوليك في «الشرعسوس» وللارمن في حارة «ابو عجور» والارثوذكس في حارة «عقيل»، كما ان المدارس الارسالية الاجنبية بنت مدارس ضخمة لها خارج حلب كي لا تتصارع مع المسلمين كـ«الفرير» و«الترسانتا» وراهبات المحبة.

أثناء الانتداب الفرنسي كان للمسيحيين دور مركزي في الحركة الاقتصادية والسياسية في حلب، وقد كان القنصل الفرنسي في حلب يجتمع مع كبار التجار والسياسيين، في القنصلية التي صارت لاحقاً بيتاً لعائلة أسود البرجوازية في منطقة العزيزية، كما أنشأ البرجوازيون المسيحيون نادياً خاصاً بهم دعوه بنادي حلب حيث صار منتدى لرجال الاعمال الاجانب والحلبيين، واستطاع الحرفيون ان يعتمدوا حرفاً اختص بها المسيحيون كصقل الجواهر وصناعة الذهب وأعمال الفضة، كذلك بيع وشراء الأثاث القديم (الانتيكا)، كما استوردوا السجاد العجمي، وقد تشارك الارمن الوافدون الى حلب بحكم مسيحيتهم مع الحلبيين في هذه الصناعات كما تشاركوا في أمور اخرى كالسيارات، حيث كان المسيحيون الحلبيون يستوردون السيارات في حين يعمل الارمن على تصليح السيارات بمهارة عالية، ومن ثم صاروا يصنّعون القطع او (يخرطونها) أو يلحّمون البنيان الخارجي بل يصنعونه ايضاً.

وبحكم هذه العلاقات كانت الوكالات التجارية بغالبيتها بيدهم (75 في المئة) بيد المسيحيين.

واذا كان المسيحيون لم يعملوا كثيراً بالزراعة، وبالتالي فإن ملكيتهم كانت حصراً بالبيوت والحوانيت والرأسمال المنحصر في الاثاث والذهب ومن ثم المصارف، حيث سيطروا تماماً على القطاع المصرفي، إلا انهم تأثروا أثناء التأميم وشعروا بتقييد حرياتهم التجارية والصناعية فراحوا يهاجرون. 

ويمكن رصد الهجرات في أربع مراحل، الاولى كانت الهجرة بعد 1860 والثانية بعد الحرب الاولى والثالثة بعد الوحدة مباشرة حيث شعر المسيحيون في حلب بخطر التأميم الناصري فاستقبلهم كميل شمعون بحرارة وأعطاهم إمكانية التجنيس، وقد ردوا له الجميل بالافتراع له في الانتخابات. أما الهجرة الرابعة فهي في المرحلة الاولى من حكم «البعث» حيث خشوا من القبضة العسكرية للاسد الاب وصارت منيتهم الوفود الى لبنان أو الحصول على الجنسية فيه، علماً ان أعداداً كبيرة كان لبنان مجرد محطة لهم للهجرة نحو الخارج، ففي فنزويلا قرى بكاملها من مسيحيي حلب وكذلك في البرازيل، وخصوصاً في سان باولو حيث يتجاوز عدد المسيحيين الحلبيين النصف مليون. إضافة الى الارجنتين والسلفادور، كما ان أعداداً كبيرة من مسيحيي حلب هاجر الى جنوب السودان حيث ما زالوا هناك من سلاطين صناعة الورق.

وبحسب المؤرخ ديك، واستناداً الى الغزي فإن عدد المسيحيين كان 27% من السكان ما قبل 1920، أما في عام 1922 فقد كان هناك خمسون ألف مسيحي من أصل مئة وخمسين الف نسمة، أما اليهود فكانوا بحدود 6500 نسمة.

لقد أدرك الاسد الاب أهمية المسيحيين بالنسبة للعلويين أمام الاكثرية السنية، فاعتمد عليهم في المؤسسات الرسمية والخاصة وأعطاهم المركز الثاني بعد العلويين، ولكن هذا المركز هو المركز التنفيذي، ذو النجدة في تسيير الاعمال، فالمدير العام هو علوي ونائبه مسيحي، وهو الذي يسيّر الاعمال، وكذلك الحال في المؤسسات المؤممة الكبرى، وكذلك الحال حتى في المصارف حيث لعب المسيحيون دوراً مهماً في الادارة المصرفية. أما في الجيش والقوى الامنية فهم في مراكز أمنية حساسة لكنهم دائماً تحت رئاسة علوية.

تقلص عدد المسيحيين بسبب الهجرة، وبسبب العائلة الصغيرة التي لا تتجاوز الولدين فإن عددهم تدنى الى 10% من مجموع السكان في سوريا، علماً ان حلب ما زالت تحافظ على نسبة مرتفعة نسبياً بحيث تجاوز عدد المسيحيين 250,000 نسمة مقابل مليون ونصف مليون.

مع ذلك، فإن الحكم السوري كان يرغب على ما يبدو بأن يبقى المسيحيون في الإطار الاقتصادي أكثر من السياسي، اذ لم يعطوا أكثر من 16 مقعداً في مجلس الشعب لدورة العام 2006 من أصل 252 مقعداً أي ما يشكل أكثر بقليل من 6% .

بعد اندلاع الأزمة في حلب غادر المسيحيون في الاطراف البرجوازية المدينة، خصوصاً في أحياء «السبيل» و«الجلاء» ومنطقة «الفيلات»، لكن المسيحيين في «السليمانية» ما زال القسم الاكبر منهم قابعاً في بيته خائفاً منتظراً النتيجة، والارمن في حي الميدان متوجسين شراً، ان السكان المسيحيين في هذين الحيين الكبيرين نسبياً ـ يضمان أكثر من سبعين الف مسيحي وثمانين الف ارمني ـ في حرج شديد، فالارمن يخافون من المسلمين السنّة لسببين، الاول، لا يريدون العودة الى ان يكونوا ذميين، والثاني، لأنهم يخشون من سطوة تركية على سوريا تذكرهم بجزارين ذبحوا أهلهم. وفي الوقت ذاته لا يجدون أنفسهم منحازين للنظام، لأنه باع حقوقهم، عندما تصالح مع الأتراك في صفقة اللواء أمام الماء. وهم يشعرون انه اذا ما تركوا بيوتهم فليست لديهم المقدرة على إيجاد مكان لهم في لبنان، حيث هو الدولة الوحيدة التي يمكن ان يفكروا بالهجرة اليها.

المسيحيون في حلب ينتظرون آملين ألا تصبح المعارك بين بيوتهم وهم لن يحملوا السلاح نصرة لنظام لم يأبه لأوضاعهم خلال أكثر من نصف قرن، كما لن يحملوا السلاح مع ثوار غير معروفة نياتهم تجاههم.

مسيحيو حلب بانتظار حسم المعركة كي يعودوا فيتأقلموا من جديد مع ما هو مستجد.

أستاذ الاعلام السياسي ـ الجامعة اللبنانية

ميشال سبع

الجمعة

فتح باب جهاد المناكحة امام الفتيات في سوريا


المناكحة» حصلت... لم تحصل !



 وسام كنعان - من صفحة «انتفاضة المرأة في العالم العربي»

الأحداث الملتهبة التي يشهدها العالم العربي هيأت الأجواء لسلسلة متلاحقة من فتاوى غريبة عجيبة، غرق بعضها في حالة كوميدية حقيقية. حتى أنّ أحد الشيوخ نصح النساء على الملأ بأن يقبّلن أيدي أزواجهن عندما يضربونهن. فيما قال الداعية السلفي المصري أبو اسحاق الحويني بأنّ وجه المرأة مثل فرجها عليها أن تستره!

في مقابل ذلك، هناك فتاوى تدسّ السم في الدسم وتحرّض على المزيد من العنف في سوريا. فقد سبق للشيخ السعودي علي المالكي أن أفتى بإجهاض المرأة التي اغتصبها «شبيحة الأسد» (الأخبار 12/6/2012). وآخر صرعات الفتاوى على هذا الصعيد تصريحات نُسبت للشيخ السعودي محمد العريفي سرعان ما بادر الأخير إلى نفيها والتبرؤ منها كونها تبيح زواج «المناكحة» للمجاهدين السوريين، أي الزواج من أي فتاة تتعدى الـ 14 عاماً لفترة لا تتجاوز الساعات. وتداول كثيرون الفتوى المزعومة من خلال تغريدة قيل إنّها مأخوذة من حساب العريفي على تويتر، لكنّ الشيخ السعودي أكّد أنّ الحساب مزور وأنّ ما يحصل هو محض افتراء بحقّه.

الاثنين

إرهابيو جبهة النصرة لـ«سكاي نيوز»: سنقتل السوريين إن لم يدفعوا

أجرت محطة "سكاي نيوز" التلفزيونية تقريراً مصوراً حول ماهية المسلحين الذين يقاتلون في سوريا، وأجرت لقاءً مع أحد قياديي الإرهابيين المقبوض عليهم، كي تستوضح منه حقيقة أيديولوجيتهم وما هي أهدافهم.

وقد أجرى إحدى اللقاءات الصحفي تيم مارشال مع بعض الجهاديين قادة "الثورجيين" في البلاد، حيث التقى بعدد من الإرهابيين 3 أشخاص يحملون الجنسية السورية واثنين يحملن الجنسية الفلسطينية السورية وعراقي واثنين آخرين يحملان الجنسية التركية.

واعترف الإرهابيون للصحفي بأنهم أعضاء في تنظيم القاعدة ولكنهم غيروا الاسم إلى اسم جبهة النصرة لأن الناس تنفر من اسم تنظيم القاعدة وانضموا لهذا التنظيم لأجل الجهاد على حسب قولهم، وكانوا يجاهدون أولاً في العراق.

في حين سأل الصحفي عن معرفتهم بأبي قتادة الذي كان معتقلاً في بريطانيا، أجاب الإرهابيون إنهم تأثروا بكتبه.

هذا وقد عرف أحدهم بنفسه انه مفتي لما يسمى "الحر" للقضاء على الدولة العلمانية وبث روح الجهاد عند الشباب.

وفي سؤاله للإرهابي المفتي أن كان مؤمن بما فعله سابقاً، أجاب الإرهابي أنه كان سابقاُ مؤمن بما صنعت يداه أما الآن غير مؤمن بما فعل لان نظرته اختلفت عن السابق لان البلد الحق فيها الدمار والخراب.

وعن سؤاله عن مستقبل سوريا والأقليات فيها أجاب الإرهابيون أنهم كانوا قد نجحوا بما يقومون به، فرد الإرهابيين أنه كان مخططاً إما أن يعتنقوا الإسلام أو يدفعوا جزية وإما يحكم عليهم بالقتل.

وأضاف الصحفي هل أنا كافر بنظركم، فرد عليه أحدهم "ندعوك إلى الله، وأن تنطق الشهادة وتقول "أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله" وإذا امتنعت نطلب الجزية، وإلا الحرب بيننا وبينك".

وعن إيمانهم بذلك، رد الإرهابيون أنهم كانوا يؤمنون أنهم سوف ينطلقون من سوريا نحو العالم لبث روح الجهاد واستعادة الأندلس وفلسطين وبريطانيا، فالأندلس أرض الخلافة الإسلامية وهي حقهم وتعليم الأجيال القادمة هذا الفكر.

يذكر أن الولايات المتحدة قد صنفت "جبهة النصرة" من بين المنظمات الإرهابية، ودعت دول أوروبا لتصنيفها على هذا الأساس، وذلك بعد أن استحال على واشنطن أن تدمغ ممارسات "الجبهة" الإرهابية من قتل وتمثيل بالجثث وذبح واغتيالات طائفية وتفجيرات إرهابية في المناطق المدينة. فيما يواصل الجيش السوري ملاحقة تلك التنظيمات التي تشن حرباً شعواء ضد سوريا.

الأحد

بقلم الأب فرانس فندرلخت من دير الأباء اليسوعيين - بستان الديوان حمص.

         (تم الحفاظ على النص دون تدقيق لغوي كما كتبه الأب فرانس)
*******************************

نحن منذ ٦ أشهر محاصرين بحمص القديمة والمساحة التي نتحرك فيها حوالي١كم ونصف مربع.
اكلنا الاساسي :خبز،برغل،رز،معكرونة،فول،حمص،فاصوليا.
ليس الخبز دائما موجود وليس من السهل الحصول على غاز،مازوت،كهرباء،ماء.
...

الشتاء على بابنا ونجد بيننا أناس بلا كهر
باء وبلا امكانية تدفئة بيتهم 
إن تحمل البرد صعب خاصة على المسنين.
الهاتف الارضي نادرا موجود،يستعمل الاكثرية الموبايل ولايوجد انترنت.
الحصار حصري ،لايمكن الدخول والخروج من منطقتنا لا أشخاص ولا أغراض 
يسكن اليوم ٨٥ مسيحي بهذه المنطقة.
تعيش الاكثرية بالطوابق السفلية من البيوت التي تضررت كثيرا.
نجد كثيرا من الصبر والتحمل بهذه الظروف الصعبة ونرى الناس بدأوا يتعبون وفي نفس الوقت ينتظرون بفارغ الصبر الفرج والخلاص خاصة المسنين والمرضى والمصابين ونلتقي بالناس الذين ليلا ونهارا يخدمون المحتاجين
نرى التعب والارهاق مرتسمين على وجوههم.

كيف نعيش ايماننا بهذه الظروف؟
لايتحمل المؤمن صعوبة الظروف فقط بل يؤمن بتجلي روح الله بهذه الظروف من خلاله ،من خلال الاخرين،ومن خلال جماعته.
اذا قلنا: روح الله ماذا نقول؟
نقول:الروح التي عاش منها المسيح يعني روح الخدمة روح الحق روح الرحمة والتسامح روح الشجاعة والتفاؤل روح المبادرة والمغامرة.
إذا روح الله الديناميكية المجانية الخلاقة تدفع الانسان الى الآخر والى الامام.
حيث نجد روح الله لا نجد الجمود،التعصب الروتين والانكماش على الذات.
اذا سكنت روح الله بجماعة يستطيع كل واحد أن يتنفس حسب ايقاعه الخاص ويعيش نفسه بداخل وحدة الجماعة مختلفا عن الآخر.
لاتقول لي هذه الروح :كن مثل الثاني بل تقول:عش مثل ما أنت،حسب خصوصيتتك وهويتك وأفسح للآخر مجالا ليكن هو أيضا مختلفا عنك.
اذا احب كل واحد الثاني بخصوصيته تنخلق الوحدة.
هل ياترى هذه الروح موجودة في جماعتنا ،نلمس في كثير من هذه الاحيان هذه الروح بيننا وفينا.
نجد اناس مستعدين لأي خدمة ويقومون فيها من كل قلبهم.
يذهبون لبيوت بعض الناس حتى يساعدونهم بالتنظيف ،بالكهرباء،بالماء،بالنجارة،بوضع النايلون على النوافذ التي كسر زجاجها.
نجد اخلاص بالاهتمام بالمسنين والمرضىوبالانتباه لحاجات كل واحد.
تجعلنا حالة النقص ننتبه لبعضنا البعض ويظهر كل واحد أكثر على حقيقته مع ايجابياته وسلبياته.تدفعنا روح الله الى الشكر على خيره والى قبول الأخر بسلبياته بروح الرحمة بدون مانحكم عليه.
بما اننا نلتقي كثيرا ببعضنا البعض ،علينا ان ننتبه اننا لانجعل الأخر موضع الحكم والانتقام.
لايعيش المسيحي بالشرق فقط مع المسيحين بل ايضا بداخل جماعة المسلمين.
ومثلما المسيحي يحب ان يعيش هذا الروح مع نفسه،مع عائلته،و مع جماعته يحب ان يعيش هذا الروح مع المسلمين رغبة في التآخي.
يحب المسيحي أن يخلق و يحي دائما الجماعة بروح الله:

اولا مع المسيحين،ثم مع الذين يعيشون معه واخيرا مع الانسانية باجمعها.

لاتزال روح الله تدفعه الى الابعد والى افق لامتناهي.

عن حارتنا الحميدية ببساطة

الجمعة

سرقة أيقونات ومخطوطات قديم


بقلم نانسي لحود

سوريا الجمعة ٢٣ نوفمبر ٢٠١٢ - اقتحم أفراد من العصابات كنيسة مار سركيس وباخوس في بلدة قارة، في أبرشية

 حمص غرب سوريا بواسطة الكسر والخلع يوم الإثنين 19 نوفمبر 2012 بحسب وكالة فيدس. كما قد أفادت الوكالة أيضًا بأنه تم استرداد جزءًا من الأغراض المسروقة، بالإضافة الى الاعتذار من كاهن الرعية والوعد بحماية المدنيين.

وفي التفاصيل، وبحسب الوكالة، أن السارقين أخذوا أكثر من 20 أيقونة تعود للقرنين الثامن والتاسع عشر الى جانب مخطوطات قديمة
 وأغراض كنسية. لم يكتف المقتحمون بما أخذوه بل عمدوا الى تدنيس المذبح محاولين سرقة لوحة جدارية للعذراء المعروفة  "بسيدة الحليب"، وبذلك سببوا تشوهات لصورة العذراء.

ما إن انتشر الخبر في ضواحي البلدة التي تسيطر عليها المعارضة السورية، أعلن الجميع تضامنهم مستنكرين ما حصل، وسارع عدة مسؤولين من أديان مختلفة لزيارة الكنيسة  طالب كل من بطريرك الروم الأورثذكس، وبطريرك الروم الكاثوليك بالمطالبة بضمان الأمن في البلاد واصفين الوضع بالفوضوي بسبب ما يحدث من خطف واعتداءات وقصف.

وفي ليلة ال21 من نوفمبر تجمع مسيحيون ومسلمون للمشاركة في ليلة صلاة للعذراء مريم وعندها حصل ما لم يكن أحد يتوقعه، فقد وصلت شاحنة وترجل منها أشخاص ملثمون وطالبوا برؤية الكاهن. وبحسب ما أفاد به الكاهن لوكالة فيدس، فقد قال له الرجال بأن ما قام به رفاقهم يخجلهم وطلبوا السماح من الكاهن وأضافوا: "نحن وطن واحد، وشعب واحد، وجماعة واحدة، وأنتم مسؤوليتنا."

أما ما سموه الأهالي "بالمعجزة" كان استرداد قسم من الأشياء المسروقة التي كان مصيرها أن تهرب وتباع في السوق، وبالمناسبة احتفل الجميع "بالنهاية السعيدة" كما أسمتها وكالة فيدس وقدم السكان المحليون الحلوى في الشوارع.