الأحد

بقلم الأب فرانس فندرلخت من دير الأباء اليسوعيين - بستان الديوان حمص.

         (تم الحفاظ على النص دون تدقيق لغوي كما كتبه الأب فرانس)
*******************************

نحن منذ ٦ أشهر محاصرين بحمص القديمة والمساحة التي نتحرك فيها حوالي١كم ونصف مربع.
اكلنا الاساسي :خبز،برغل،رز،معكرونة،فول،حمص،فاصوليا.
ليس الخبز دائما موجود وليس من السهل الحصول على غاز،مازوت،كهرباء،ماء.
...

الشتاء على بابنا ونجد بيننا أناس بلا كهر
باء وبلا امكانية تدفئة بيتهم 
إن تحمل البرد صعب خاصة على المسنين.
الهاتف الارضي نادرا موجود،يستعمل الاكثرية الموبايل ولايوجد انترنت.
الحصار حصري ،لايمكن الدخول والخروج من منطقتنا لا أشخاص ولا أغراض 
يسكن اليوم ٨٥ مسيحي بهذه المنطقة.
تعيش الاكثرية بالطوابق السفلية من البيوت التي تضررت كثيرا.
نجد كثيرا من الصبر والتحمل بهذه الظروف الصعبة ونرى الناس بدأوا يتعبون وفي نفس الوقت ينتظرون بفارغ الصبر الفرج والخلاص خاصة المسنين والمرضى والمصابين ونلتقي بالناس الذين ليلا ونهارا يخدمون المحتاجين
نرى التعب والارهاق مرتسمين على وجوههم.

كيف نعيش ايماننا بهذه الظروف؟
لايتحمل المؤمن صعوبة الظروف فقط بل يؤمن بتجلي روح الله بهذه الظروف من خلاله ،من خلال الاخرين،ومن خلال جماعته.
اذا قلنا: روح الله ماذا نقول؟
نقول:الروح التي عاش منها المسيح يعني روح الخدمة روح الحق روح الرحمة والتسامح روح الشجاعة والتفاؤل روح المبادرة والمغامرة.
إذا روح الله الديناميكية المجانية الخلاقة تدفع الانسان الى الآخر والى الامام.
حيث نجد روح الله لا نجد الجمود،التعصب الروتين والانكماش على الذات.
اذا سكنت روح الله بجماعة يستطيع كل واحد أن يتنفس حسب ايقاعه الخاص ويعيش نفسه بداخل وحدة الجماعة مختلفا عن الآخر.
لاتقول لي هذه الروح :كن مثل الثاني بل تقول:عش مثل ما أنت،حسب خصوصيتتك وهويتك وأفسح للآخر مجالا ليكن هو أيضا مختلفا عنك.
اذا احب كل واحد الثاني بخصوصيته تنخلق الوحدة.
هل ياترى هذه الروح موجودة في جماعتنا ،نلمس في كثير من هذه الاحيان هذه الروح بيننا وفينا.
نجد اناس مستعدين لأي خدمة ويقومون فيها من كل قلبهم.
يذهبون لبيوت بعض الناس حتى يساعدونهم بالتنظيف ،بالكهرباء،بالماء،بالنجارة،بوضع النايلون على النوافذ التي كسر زجاجها.
نجد اخلاص بالاهتمام بالمسنين والمرضىوبالانتباه لحاجات كل واحد.
تجعلنا حالة النقص ننتبه لبعضنا البعض ويظهر كل واحد أكثر على حقيقته مع ايجابياته وسلبياته.تدفعنا روح الله الى الشكر على خيره والى قبول الأخر بسلبياته بروح الرحمة بدون مانحكم عليه.
بما اننا نلتقي كثيرا ببعضنا البعض ،علينا ان ننتبه اننا لانجعل الأخر موضع الحكم والانتقام.
لايعيش المسيحي بالشرق فقط مع المسيحين بل ايضا بداخل جماعة المسلمين.
ومثلما المسيحي يحب ان يعيش هذا الروح مع نفسه،مع عائلته،و مع جماعته يحب ان يعيش هذا الروح مع المسلمين رغبة في التآخي.
يحب المسيحي أن يخلق و يحي دائما الجماعة بروح الله:

اولا مع المسيحين،ثم مع الذين يعيشون معه واخيرا مع الانسانية باجمعها.

لاتزال روح الله تدفعه الى الابعد والى افق لامتناهي.

عن حارتنا الحميدية ببساطة