الاثنين

سوريا وصلت الى الخط الأحمر

Mercredi 19 Décembre 2012
مخطط تقسيم الاقليات تنفذه الصهيونية بدعم اميركا وحلف الناتو    
تقاسم العالم العربي بين مثلث تركي ايراني اسرائيلي

تقترب سوريا من الخط الأحمر على المستوى الشعبي والمستوى الاقتصادي والمستوى العسكري والمستوى القيادي، لأن الأحداث التي اندلعت قبل 21 شهراً، استنفذت طاقات المعارضة واستنفذت طاقات كبيرة من الجيش ايضاً. فالمعارضة غير منظمة بالنسبة لذخيرتها وقدرتها على القتال باستمرار، فيما الجيش وضع عناصره او بعض عناصره اكثر من 8 اشهر ولم يذهبوا لرؤية عائلتهم. فيما الدولار يرتفع على سعر الليرة السورية، يصبح سعر الدولار تقريباً الضعف

فيما بدأت سوريا تشهد حرباً فعلية عبر اشتراك طائرات ميغ 25 وميغ 23 في القصف الجوي، فترة قصيرة وتدخل سوريا في أزمة الصراع الدولي. واذا كان مجلس الامن قد صوّت على التدخل في سوريا، واستعملت روسيا والصين الفيتو ضد القرارات التي قدمتها اميركا وبريطانيا وفرنسا وعطلت روسيا والصين قرارات مجلس الامن فان عنصرا جديدا طرأ على الموضوع في مخيم اليرموك، الذي يقطنه 75 الف لاجىء فلسطيني في المخيم، يعيشون على مدخل دمشق الرئيسي ويبعد المخيم 3 كلم عن وسط دمشق

حصت معركة داخل المخيم واجتاحت 7 فصائل فلسطينية، فصيل الجبهة الشعبية للقيادة العامة التي يترأسها احمد جبريل، وهي منظمة فلسطينية تابعة لسوريا مباشرة، وموالية للنظام، لكن الـ 7 فصائل الاخرى هم ضد النظام واطاحوا باحمد جبريل الذي نقلته طائرة هليكوبتر الى طرطوس ونجا من الموت بأعجوبة

فيما طوق الجيش السوري المخيم من كل الجهات، وترك الجهة الغربية مفتوحة، بينما طوق المخيم من 3 جهات، واستعمل القنّاصون بنادقهم ليطلقوا النار على المارّة في الشوارع داخل المخيم

واضح ان الجيش السوري يتوجه نحو اختراق مخيم اليرموك، لانه لا يستطيع تحمل ان يقوم الفلسطينيون باغلاق مدخل دمشق الرئيسي بعدما سيطروا على الاسلحة والذخيرة داخل المخيم، خاصة ذخيرة وسلاح القيادة العامة التي كان يدعمها النظام

وأكثرية اهل المخيم هم من الفلسطينيين السنّة، ومتعاطفون مع المعارضة السنيّة، لا بل ان عناصر من الجيش السوري الحر مضى عليه شهر وهو يعمل ضمن المخيم من أجل اقامة رابط بين المخيم وبين المعارضة السنيّة في سوريا

تقترب دمشق من خط الانفجار، وبات على الفرقة الرابعة ان تضرب ضربتها الكبيرة، والا فان دمشق ستسقط أجزاء منها في أيدي المعارضة. لكن حتى الآن، فان القوة العسكرية التي تحمي دمشق وقوامها 40 ألف جندي، مع دبابات ت92 احدث دبابة روسية قادرة هذه القوة على حماية دمشق وحماية مقر القيادة حيث يوجد الرئيس الدكتور بشار الاسد

اهالي مخيم اليرموك هربوا منه باتجاه لبنان، واجتازت الفي عائلة فلسطينية الحدود اللبنانية – السورية، منها من قطع على الحدود الرسمية وفق اوراق اقامة لديهم، ومنهم من قطعوا عبر الطريق التي شقّتها في الماضي القيادة العامة، وكان لها مركز في قوسايا، وهي قاعدة للجبهة الشعبية للقيادة العامة لكن سيطرت عليها الفصائل الفلسطينية الان، وتعتبر قوسايا منطقة لها طريق تسير عليها السيارات بسهولة وعند اجتياز الحدود تدخل الى لبنان فتصبح في البقاع الغربي، وهذه الطريق يستعملها الفلسطينيون حاليا للخروج من سوريا باتجاه لبنان

الحكومة اللبنانية لم تتخذ اي اجراء بشأن اللاجئين الفلسطينيين، ذلك ان مخيم عين الحلوة هدد باغلاق طريق صيدا وباحتلال طريق جزين والمنطقة كلها والقيام بعملية عسكرية كبرى، اذا تم منع الفلسطينيين من الهرب من سوريا

الحكومة اللبنانية لم تدرس الموضوع ولم تعلّق عليه، كأنما الأمر سهل، ذلك ان سوريا التي رفضت التدخل في شؤونها الداخلية، من خلال الاستعانة بروسيا والصين اللذين استعملا الفيتو في مجلس الامن، هذه المرة ستجد نفسها امام قرار يتعلق بالفلسطينيين في سوريا، لان اللاجئين الفلسطينيين يخضعون لمنظمة الأونروا الدولية، ولا يمكن لمنظمة الاونروا التابعة للامم المتحدة ان تتجاهل موضوع مخيم اليرموك

1000 عنصر فلسطيني تركوا المخيم سيراً على الأقدام فوراً، بعد ذهاب أحمد جبريل من المخيم، لانهم محسوبون على الجبهة الشعبية للقيادة العامة وخافوا من الانتقام فذهبوا سيرا باتجاه دمشق دون ان يكون لديهم مأوى ليسكنوا فيه. اما باتجاه لبنان فالعائلات الفلسطينية تترك مخيم اليرموك وتتجه بالسيارات من الجهنة الغربية التي تركتها القوات السورية مفتوحة للذين يريدون النزوح من المخيم. وعملياً نزحوا من المخيم وقد دخل لبنان 2000 عائلة منذ اسبوع واول امس وامس واليوم هنالك الاف العائلات الفلسطينية التي تتوجه نحو الحدود اللبنانية، ومنها من يدخل شرعيا ومنها من يستعمل طرق قوسايا

لكن الوضع الفلسطيني متأزم والجيش السوري يستعد لدخول المخيم، واذا دخل الجيش السوري الى المخيم فان تدويل الازمة السورية يكون قد بدأ فعليا

على كل حال، فان الجيش الروسي أمر البحرية بالتوجه من بحر البلطيق الى البحر الابيض المتوسط، ولم يرسل كامل الاسطول، بل ارسل 5 سفن، وسيرسل 5 آخرين لاحقاً. هذه الـ5 سفن، هي سفن انزال اثنتين، وسفينة خزان وقود وبارجتين للحماية، وسفينتي الانزال ايضا هما سفينتين لاخراج الروس ورعايا روسيا الاتحادية، ذلك ان الوضع يتفاقم وتشعر روسيا ان تطورات دراماتيكية قد تحصل في دمشق ومحيطها، ولذلك فان 3 آلاف روسي يعيشون في سوريا، قد تسحبهم هذه البواخر الى روسيا. مع العلم ان الخطوط الجوية الروسية لم توقف رحلاتها الى مطار دمشق، انما المعركة التي حصلت على طريق مطار دمشق الدولي، كذلك سقوط قذيفة هاون على المدرج، جعل روسيا الاتحادية تخاف من إغلاق مطار دمشق وعدم قدرتها على اجلاء رعاياها. وفي ذا الوقت، يمكن اعتبار ارسال جزء من اسطول البلطيق الى سوريا، والى قاعدة طرطوس دعما ايضاً للنظام، واستمراراً للعلاقة العسكرية البحرية بين روسيا وسوريا

بالعودة الى مخيم اليرموك، فان مراسل الـ"ان.بي.سي" الاميركية، افاد بتقرير ان 75% من المخيم يريدون المغادرة، لكن ليست لديهم الوسائل والقدرات على المغادرة، انما في كل الاحوال خلال يومين او ثلاثة سيغادر 70 الى 80% من المخيم باتجاه لبنان، مما يضيف عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان 60 الف. اضافة الى ذلك فان الفلسطينيين في سوريا الذي يبلغ عددهم بين 500 الف و600 الف لاجىء فلسطيني، قرروا التوجه بقسم كبير منهم الى لبنان

ولا نملك بعد معلومات عن موقف الأمن العام اللبناني من هذه النقطة، وكيف يتم التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين، وهل يُسمح لهم بالدخول أم لا، انما نملك معلومات عن أن 2000 عائلة فلسطينية دخلت بشكل أكيد لبنان، وان 1000 آخرين دخلوا ايضاً لبنان، عن طريق قوسايا، وان الطريق البحري من طرطوس باتجاه خط العريضة والعبودية، يجتازه الفلسطينيون ليأتوا الى لبنان بعدما تم ضربهم في مخيم اللاذقية، أو مخيم الرمل العالي. وبالتالي، فان الموضوع يتجه اكثر واكثر نحو التدويل

والغريب في الامر ان الحكومة اللبنانية لا تعالج مسبقاً هذا الموضوع بل تتركه يتفاقم، دون أن تعطي انذارا لدول اميركا واوروبا وغيرها ان لبنان غير قادر على تحمل هذا الحجم من النازحين

وفق منظمة الاونروا المسؤولة عن الفلسطينيين فانها سجلت في الشمال دخول 170 الف لاجىء سوري الى لبنان، وسجلت دخول 24 الف سوري دخلوا لبنان ايضاً، وبالتالي عن طريق البحر بممر العبودية وطريق العريضة دخل 170 الف وسكنوا وادي خالد والمناطق، وهنالك 24 الف دخلوا عن طريق المصنع جديدة يابوس، وتوزعوا على قرى في البقاع الغربي

الرئيس أبو مازن اتصل بالقيادة السورية طالباً عدم استعمال القوة العسكرية ضد الفلسطينيين في مخيم اليرموك، ولم يكن الجو جيداً بين القيادة السورية والقيادة الفلسطينية، ذلك ان القيادة السورية تعتبر ان الفلسطينيين في مخيم عين اليرموك مسلحين ولديهم اسلحة واستعملوها ضد الجيش السوري وضد فصائل فلسطينية موالية لسوريا

اما بان كي مون امين عام الامم المتحدة وجه رسالة الى سوريا طالبا منها عدم ضرب مخيم اليرموك، فيما تقوم حركة حماس بالتوسط بين القيادة السورية ومخيم اليرموك، لكن الامور حتى الان لم تصل الى نتائج ايجابية بل تتجه الى معركة

ولذلك، فان تدويل الازمة السورية بات قريباً، ذلك ان موضوع اللاجئين الفلسطينيين هو موضوع دولي، وفي لبنان يوجد 400 الف لاجىء فلسطيني تهتم بهم الاونروا، واذا اكمل اللاجئون الفلسطينيون لجوءهم من سوريا باتجاه لبنان قد يدخل لبنان حوالي 200 الف فلسطيني على الاقل من اصل 600 الف فلسطيني موجودين في سوريا

ولكن لا نعرف موقف القانون اللبناني من دخول اللاجئين الفلسطينيين من سوريا الى لبنان، هل انه ممنوع هل مسموح كيف دخلت العائلات سابقا، كيف ستدخل العائلات لاحقا، انما النقطة القانونية تتعلق بالامن العام ومنظمة الاونروا وعندما يمكننا التأكيد بشأن ما اذا كان سيتم السماح للفلسطينيين في سوريا باللجوء الى لبنان

واثناء كتابة هذا المقال، تسنّى لنا الحديث مع سعادة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، فسألناه عن موضوع اللاجئين الفلسطينيين الى لبنان، وكان جوابه انه بالمبدأ مطلوب تقديم طلب لتأشيرة دخول الى لبنان للفلسطينيين، ولكن اذا كان الفلسطينيون في وضع اما ان يموتوا او يدخلوا لبنان، فنحن على الصعيد الانساني سمحنا لهم بدخول لبنان. ولدى سؤاله عن القرار اذا كان على مستوى الامن العام او مستوى مجلس الوزراء، ان الموضوع فيه توجيهات سياسية من مجلس الوزراء، وطبعا خلال اسبوع او اسبوعين تجتمع الحكومة في هذا الاسبوع او المقبل لاتخاذ قرار خطي لدخول الفلسطينيين الى لبنان. لكن حتى الان التعليمات شفهية والتغطية سياسية وشفهيا من الحكومة

وعندما ألحّت "الديار" على ان هذا الموضوع كبير جدا وقد تقع مسؤوليته على اللواء عباس ابراهيم اذا وصل العدد الى 150 الف فلسطيني، اكد اللواء عباس ابراهيم مدير عام الامن العام، انه حتماً ستأخذ الحكومة القرار هذا الاسبوع او الاسبوع القادم

مخيم البداوي قادر على استيعاب 40 الف فلسطيني، مع القرى الذي حوله، ومخيم نهر البارد مصرون الفلسطينيون على اعادة اعمار وهو يتسلع الى 50 الف فلسطيني، اما مخيم عين الحلوة فيتسع ايضا لـ50 الف ولكن بصعوبة كبرى، ومخيم البص والرشيدية في صور قادر على استيعاب 50 الف. انما السؤال من يؤمّن لهم الغذاء، من يؤمّن الامن والمشاكل التي ستحصل داخل المخيمات، من المسؤول عن شعب بكامله مثل الشعب الفلسطيني، الذي منعته الاردن من الذهاب الى اراضيها، والعراق اغلق الحدود بوجه الفلسطينيين، وتركيا منعت الفلسطينيين من دخول اراضيها، وليس امام الفلسطينيين الا طريق لبنان، ذلك انه حتماً في مرتفعات الجولان، لن يتم الترحيب بالفلسطينيين ودخولهم اسرائيل. لذلك تقترب الازمة في سوريا من الخط الأحمر، وبداية الخط الاحمر هو مخيم اليرموك، لكن السلطات السورية لا تعطي الموضوع اهمية، وتعتبره في اطار المعقول والمقبول، وان جهة فلسطينية تمرّدت على القانون السوري، والقوانين المتّبعة في سوريا، ولذلك حصلت الحوادث. وان احمد جبريل والقيادة العامة للجبهة الشعبية لم يهاجموا احداً في المخيم، بل تمت مهاجمتهم واخراجهم من المخيم. وهذا يعني ان مخيم اليرموك لا يريد الانضمام الى مؤيدي النظام، بل يريد ان يكون ضد النظام ومتعاطف مع أهل السنّة في سوريا

تتسع المسؤوليات على الرئيس الدكتور بشار الاسد، وبات يعاني من حرب تقع بين جيشه النظامي وبين المسلحين، رافضين للنظام، واليوم دخل عنصر جديد هو العنصر الفلسطيني الذي أيّد الجيش السوري الحر ضد الجيش النظامي، كما قام بمهاجمة مقرّ فلسطيني مؤيد لسوريا وطرده من مخيم اليرموك

وبات على سوريا ان تواجه الفلسطينيين، واذا واجهت الفلسطينيين فقد تحصل مجزرة لان البيوت ضيّقة والطرقات ضيّقة، واي استعمال للدبابات او لقذائف مدفعية، سيشكّل نوعاً من مجزرة واضحة امام الرأي العام الدولي. لذلك، فقد لا تقدم سوريا على عمل عسكري ضد المخيم، بل تبقى تطوّقه وتترك الفلسطينيين يغادرون مخيم اليرموك الى منطقة أخرى. لكن سيبقى في مخيم اليرموك حوالي 15 الى 20 الف شاب مسلحين داخل المخيم، وهم يريدون ضمانة بأن يخرجوا مع أسلحتهم الى لبنان، وعند الحدود بعد دخول لبنان يسلمون اسلحتهم للجيش اللبناني. انما طالما انهم موجودون في سوريا فلن يسلموا اسلحتهم

روسيا التي تتعاطى بالشأن السوري وتدعم سوريا اخذت موقفاً غريباً كما ذكرنا في البداية، فهي ارسلت سفن انزال بشكل سريع من بحر البلطيق الى شاطىء طرطوس في المتوسط، وعلى الارجح فانها ستسحب عبر سفينتي الانزال الركاب من روسيا الاتحادية الى روسيا، لان الازمة قد تنفجر اكثر في سوريا، ويكون من الضروري سحب المواطنين من روسيا الاتحادية المقيمين في سوريا الى روسيا

ووفق محطة "ان.بي.سي" الاميركية فان اراضي كثيرة في قرى سنية باتت تحت سيطرة الطائفة السنية، ولم يعد الجيش النظامي موجوداً فيها. وهكذا ينتشر المعارضون بأسلحتهم في مناطق جديدة، بينما الجيش يأخذ الطرق الرئيسية والمدن الكبرى والمدن العاصية عليه يحاصرها. وسوف تقرر الاشهر القادمة او الاسابيع او الايام مصير سوريا من نواحي عديدة

دول الاقليات وهمومها

اشتعلت الآن في المشرق العربي حرب الاقليات، واذا كان في المشرق العربي اسمه سوريا الطبيعي في الماضي وكان الشريف حسين يحكم من بغداد الى الاردن وفلسطين ولبنان والعراق، فجاء سيكس بيكو وأدّى الى تقسيم المنطقة الى دول اصغر وعلى اساسها نال لبنان استقلاله سنة 1943 ثم نالت سوريا استقلالها سنة 1945، ثم نالت فلسطين استقلالها سنة 1948، بعد انسحاب الجيش البريطاني الذي ساهم بضرب الفلسطينيين وتقسيم فلسطين، واعطاء اليهود منطقة فلسطين 1948 حيث اعلن بن غوريون الدولة اليهودية

و
مخطط الدولة اليهودية ان تكون الدولة الاكبر في المنطقة، لان اليهود قادرون ويعملون ليل نهار على رفع عدد سكان اسرائيل من 7 الى 9 ملايين يهودي، ويأتون بهم منم كل انحاء العالم باستثناء اشخاص الذين لهم ادوار كبيرة في دول كي يبقى اللوبي اليهودي قوي ويسيطر
اول الغيث هم المسيحيون الذين كانوا في العراق بحدود مليونين ونصف الى ثلاثة ملايين مسيحي، فهبط عددهم الى الـ150 الف مسيحي، وهرب 200 الف مسيحي الى كردستان، اما بقية المسيحيين فجاؤوا الى الاردن ومنها الدانمارك والنروج والسويد، التي اعطت اذناً باعطاء تأشيرات دخول الى دولها، لكل مسيحي يطلب السفر الى بلدان السكوندينافية

وبالفعل هاجر مسيحيو العراق وهم من اقدم المسيحيين في الشرق من الكلدان والسريان والاشوريين الى دول الدانمارك والنروج واسوج. والان جاء دور هجرة المسيحيين من سوريا، وقبل ان ندخل في الحديث عن سوريا، فانه عندما شنت حماس هجومها على حركة فتح وسيطرت بالقوة فرضت الشريعة الاسلامية، فهاجر المسيحيون من فلسطين، الى حدّ ان الباقين في فلسطين وهي مهد المسيح وولادته وصلبه، يشكلون اليوم 1% من الشعب الفلسطيني

اما في سوريا، فهنالك حوالي مليون ونصف مسيحي، القسم الذي يسكن الساحل ليست عنده مشاكل، لانه يقع في منطقة وادي النصارى والعلويين، لكنه قلق على الأوضاع وبدأ يفكر بترك سوريا. اما المسيحيون الذين يسكنون في منطقة الصبّورة، وصولا الى منطقة الغوطة على اطراف دمشق، كذلك الذين يسكنون طريق حمص حماة، والذين يسكنون ريف حماة، فأوضاعهم خطرة، وتم قتل عدد منهم، ولذلك بدأوا يفكرون بالهجرة. وبالفعل، ترك قسم كبير منهم بيوتهم ومنازلهم وغادروا باتجاه لبنان، وهم لديهم امكانيات لاستئجار منازل ولا يريدون تسجيل أنفسهم في منظمة الاونروا. لكن اوساط رسمية في لبنان تقول ان عدد السوريين الذين لجأوا الى لبنان وصلوا الى 350 الف سوري، 194 الف مسجلين، والبقية غير مسجلين كلاجئين. ويسود الاعتقاد ان 90% الذين لم يسجلوا اسماءهم هم من المسيحيين السوريين الذين يريدون السفر الى اقاربهم في بلدان النروج والدانمارك واسوج وايضا الولايات المتحدة وكندا، اما 90% من اللاجئين الذين سجلوا اسماءهم فهم من الطائفة السنية والبقية هم من الطائفة العلوية

مطارنة الموارنة في سوريا ومطارنة الروم الارثوذكس والروم الكاثوليك عقدوا اجتماعا في بكركي، وبحثوا في امكانية انشاء مدينة في منطقة جبلية للموارنة والمسيحيين النازحين من سوريا، ويتطلب المشروع حوالي 50 مليون دولار لبناء منازل، تشكل مع الوقت مدينة يسكنها المسيحيون في جبل لبنان. وعلى الارجح في المناطق الممتدة ما بين كسروان وجبيل، وما بين كسروان والمتن الشمالي، وهنالك اراضي كثيرة للوقف الماروني، والاوقاف المسيحية الاخرى، يمكن ان تشكل مجموعة قرى يسكنها الموارنة والمسيحيون الارثوذكس والكاثوليك، الذين يهربون من سوريا الى لبنان

بكركي الآن مشغولة بهمّ كبير، وهو ماذا تفعل حيال الموارنة الذين هم في سوريا وعديدهم 420 الف ماروني، بينما المليون و100 الف مسيحي اخرين هم ارثوذكس وكاثوليك وسريان، والبطريرك بشارة الراعي ليس عنده موازنة من اجل إغاثة اللاجئين، وهو يقول انه لا يوجد رأسمال لاغاثتهم، فمن أين أجلب المال لإعمار أبنية للموارنة الآتين من سوريا

على هامش مجلس الوزراء، تحدث وزير عن اعطاء الجنسية للمسيحيين السوريين وهذا الموضوع سيشكل نقطة خلاف بشأن توطين مسيحيين في لبنان، لكن المسيحيون يقولون انه في ايام الرئيس الياس الهراوي وايام اللواء غازي كنعان تم تجنيس 400 الف مسلم في لبنان، فلماذا لا نقوم بتوطين المسيحيين الآتين من سوريا، لكن مجلس الوزراء الذي لم يعين حاجبا حتى الان في الدولة، لم يقم ببحث اعطاء جنسية لـ200 الف او 300 الف ماروني يأتون من سوريا الى لبنان والمشكلة عويصة لكن الطائفة المارونية ستطالب بتجنيسهم على الاقل كي يحصل توازن بين المسيحيين والمسلمين، خصوصا وان في عهد الرئيس الياس الهراوي كان عدد المجنّسين 400 الف، 20 الف منهم مسيحي و380 الف مسلم. وهذا أدّى الى تغيير كل اوضاع لبنان انتخابياً حتى، فرأينا المجنّسين كيف يأتون من سوريا وينتخبون في الانتخابات، ثم يعودون بالبوسطات الى سوريا. لكن الرئيس نجيب ميقاتي يرفض تجنيس المسيحيين السوريين. كذلك دار الافتاء ترفض هذا الطلب. اما بالنسبة للطائفة الشيعية، فلا ترفض هذا الموضوع وتوافق عليه

اذا كانت هذه هي مشكلة الطوائف المسيحية وهجرتهم من العراق والاردن وفلسطين وسوريا فان مشكلة الاقليات الدرزية ايضاً هي ذاتها لكن الدروز يوالون المكان الذي يسكنون فيه، فمثلا في اسرائيل دخل الدروز في الجيش الاسرائيلي وقاتلوا الى جانب الجنود الاسرائيليين العرب دون أي تردّد. اما بالنسبة للاردن فالدروز يوالون النظام الملكي 100%، وأما في فلسطين، فهم الذين يسكنون في اسرائيل 1948 يدخلون الى الجيش ويوالون الدولة الاسرائيلية، والذين هم خارج اسرائيل 1948 يتعاون مع السلطة الفلسطينية. وفي لبنان يطالب دائما الدروز بسيادة واستقلال لبنان ولا يريدونه ان يندمج مع دولة اخرى. تبقى مشكلة الدروز في جبل العرب في سوريا، فأول امس اندلع نوع من الاشتباكات بين الدروز وقسم من الشرطة والجيش السوري، وقام على اثره الجيش بتطويق منطقة السويداء لكنها منطقة شاسعة وفيها قرى كثيرة درزية، وهكذا انتقلت عدوى الاقليات من المسيحية الى الدروز. حتى الطائفة الشيعية، فهي في سوريا غير موجودة الا من خلال العلويين، لكنهم ليسوا شيعة، كذلك في فلسطين لا يوجد شيعة، في العراق يوجد 13 مليون شيعي، وفي لبنان يوجد مليون ونصف مليون شيعي، وهذا الوضع يجعل الشيعة في وضع مريح بالنسبة للمشرق العربي، بقوة حزب الله وقوة العراق، ودعم ايران الكبير للشيعة. لكن في بحر العرب الكبير حيث يبلغ عدد العرب 330 مليون عربي، فان الـ300 مليون هم من اهل السنّة، و30 مليون هم من الشيعة والمسيحيين. اذ يبلغ عدد المسيحيين 13،5 مليون مسيحي مقابل 16،5 مليون شيعة، وهكذا يكون المارد السنّي هو القوة الكبرى في العالم العربي. ولذلك تشعر الاقليات بخوف تاريخي من الاكثرية السنية، وفي زمن ابن تيمية الذي حمل راية الخلافة الاسلامية، اجبر الشيعة على شتم الامام علي، قدّس الله ذكره، وأجبروا المسيحيين على عدم قرع الاجراس واقامة الصلاة فهرب المسيحيون الى الجبال، واما الشيعة خضعوا اخيرا للشتم وكانوا يقولون في قلوبهم العكس، وهذا ما تم تسميتهم الباطنية، القول بعكس ما تضمر، لان ابن تيمية طلب من جنوده شطب شفاه كل شيعي لا يشتم الامام علي، وكان آلاف الشيعة لا يقبلون بشتم الامام علي فتم شطب شفاههم حتى ان اسنانهم كانت ظاهرة للخارج، الى ان صدرت فتوى من مرجعية شيعية قال اشتموا في العلن واضمروا في الداخل القداسة للامام علي، قدّس الله ذكره

وفي موضوع الاقليات، يعيش المسيحيون في لبنان وضعا غير مستقر منذ ميثاق الطائف، الذي نتج عنه تخفيض صلاحية رئيس الجمهورية واعطاء صلاحية لرئيس مجلس الوزراء، حتى ان هذا الميثاق جاء ردا على عهد امين الجميل رئيس حزب الكتائب، حيث حكم حزب مسيحي متطرف مثل الكتائب لبنان، فكانت ردّة الفعل سحب الصلاحية من رئيس الجمهورية واعطائها لمجلس الوزراء مجتمعا لكن العملية الحقيقية كانت ان الصلاحية اصبحت لدى رئيس مجلس الوزراء. وهذا ما اصاب المسيحيين باحباط كبير نتيجة اتفاق الطائف، انما الذي ادى الى اتفاق الطائف هو موازين القدرة التي نتجت عن حرب العماد عون مع القوات اللبنانية، ثم حصول حرب التحرير بين الجيش بقيادة العماد عون والجيش السوري، ثم حرب أخرى بين الجيش اللبناني والقوات اللبنانية

وبدلاً من أن تقف القوات اللبنانية على الاقل على الحياد، فكانت تقصف قصر بعبدا اثناء تقدم الجيش السوري باتجاه عون، خسر المسيحيون ثقلهم في لبنان لسببين، حروبهم الداخلية، ورهانهم على الخارج، ميشال عون راهن على فرنسا والعراق وخسر، وكان هاجسه السلطة ورئاسة الدولة فخسر رئاسة الحكومة المؤقتة وقيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، وجعل المسيحيون يدفعون دماً ووجوداً وقتلى نتيجة سياسته، اما الدكتور سمير جعجع الذي ازاح ايلي حبيقة سنة 1986 من المنطقة الشرقية فاعتبر انه القوة الرئيسية في المنطقة الشرقية، وليس امامه سوى العماد ميشال عون، فاذا ازاحه سيكون هو المفاوض الاول مع سوريا، وخاض حرباً مع الجيش اللبناني ادت الى تدمير القوة المسيحية، لدى الاثنين، لدى الجيش بقيادة عون، ولدى القوات اللبنانية بقيادة الدكتور سمير جعجع. وكان العماد عون يتلقى رسائل سورية بأنه اذا ضرب القوات فسيكون رئيسا للجمهورية، وكان ينقل له هذا الكلام اسعد حردان وايلي حبيقة وميشال سماحة، وشخصية لحساسيتها لا نريد ذكرها، اما بالنسبة للدكتور سمير جعجع فكان يفكر بالسيطرة على المنطقة الشرقية، والخلاص من العماد ميشال عون، وهكذا دمّر المسيحيون انفسهم فوجدوا حالتهم امام ميثاق طائف لا صلاحية لرئيس الجمهورية فيه. وهذا ما ارادته السياسة الاميركية، لانه في الطائف في السعودية اشترك السفير ساترفيلد شخصيا في صياغة الدستور، وهكذا تماماً حصل في لبنان، اذ كما تم انشاء الدستور العراقي وتعيين رئيس جمهورية العراق كردي، هو الرئيس طالباني، هكذا هنالك جبل لبنان مثل كردستان، والرئيس ماروني دون صلاحيات مثل الرئيس طالباني، والصراع الفعلي سني وشيعي، وفي العراق سنّي وشيعي. والمثل الذي طبّقته اميركا في العراق تطبّقه في لبنان، لكن الهاجس عند المسيحيين كبير بالنسبة للبقاء في المشرق العربي، ويفكرون جدياً بالهجرة، وما يدفعهم الى الهجرة اكثر هو الحالة المعيشية السيئة التي يعيشونها في لبنان مع ضعف الرواتب وغلاء المواد الاستهلاكية وحتى المواد الغذائية

ثم ان نجاح من هاجر من المسيحيين الى الخارج و قيامهم بأعمال واطلاع اهلهم في لبنان انهم يعيشون باستقرار في البلدان التي هاجروا اليها ،ادى ذلك الى تشجيع المسيحيين على السفر الى استراليا وكندا واميركا بعد ان وصلتهم اخبار الذين سافروا واستقرارهم هناك ، ومعاملة الدولة لهم وتطبيق القانون وانه لا يوجد اي تفريق بين مواطن و آخر

في لبنان لا يوجد استقرار سياسي هذه الاسباب العملية والنفسية ادت الى تشجيع المسيحيين على الالتحاق بمن هاجروا ، اضافة الى ان الشاب الذي يهاجر يحاول ان يطلب والدته ووالده كي يهاجرون كما يطلب شقيقه وشقيقته للهجرة ، ثم لاحقا ينضم افراد من العائلة ، وهكذا زادت الهجرة المسيحية الى الخارج وتضاءل الوجود المسيحي في لبنان فنزح المسيحيون من اطراف الجنوب واطراف البقاع وعكار الى الوسط الذي هو جبل لبنان ،وبعضهم ابعدهم التهجير نتيجة الحرب واخرون وجدوا في حياة المدن الوضع المناسب لهم

يعيش المسيحيون في لبنان على تناقض بين العماد عون وسمير جعجع ورغم ابعاد العماد عون 15 سنة ورغم سجن سمير جعجع 11 سنة من السلطة ذاتها وهي سوريا والنظام القائم في لبنان الحليف لها فان العماد عون وجعجع بعد خروجهم من الابعاد والسجن عادا واختلفا سياسيا ولم تستطع الكنيسة المارونية ان تخفف من حدة خلافهما، لا بل ما كان يقوله عون وفرنجية عن البطريرك صفير بات يقوله سمير جعجع عن البطريرك الراعي .كل هذه الاسباب تجعل المسيحي يهاجر اضافة الى ان اشعال النار في سوريا قد يمتد الى لبنان

اما العلويون فهم يشعرون انهم اقلية وانهم صحيح وصلوا الى الحكم في سوريا عن طريق حزب البعث لكن الاخوان المسلمين بقوا معادين لحزب البعث ويعملون في السر للاطاحة بنظام الاسد، ولقد سكن قسم من العلوين دمشق ومناطق حمص وغيرها لكن وجودهم الحقيقي هم ابتداء من طرطوس حتى اللاذقية او رأس شمرا ،لان مقاطعة اسكندرون وكيليكا سلختها فرنسا وبريطانيا عن سوريا واعتطها لتركيا سنة 1936 ، وبقي مليون ونصف علوي مع مليون مسيحي في هذه المنطقة ،لكن تركيا منعت تعليم اللغة العربية في مدارس الاسكندرون وكليكا وغيرت اسماء القرى وحتى منعت تسمية الاهالي لاولادهم باسماء عربية، لذلك يشعر العلويون انهم اضطهدوا في زمن العثمانين وفي زمن تركيا الفتاة وخلال 1300 سنة من الحكم السني لهم ، وكانوا دائما اما يعيشون في جبال ووداي النصارى عندما تأتي الحملات البرية عليهم ثم ينزلون الى الساحل عندما تنسحب الحملات عنهم

الشعوب وازمة الاقليات
في ظل كل هذه الاسباب التي ادت الى ضرب الاقليات في المنطقة جاء مؤتمر صهيوني ليخطط لكيفية بناء دولة يهودية في فلسطين واقتصر المؤتمر الصهيوني ببريطانيا وفرنسا وقدّم وزير خارجيتها بلفور ان فلسطين ستكون دولة يهودية وهذا هو الوعد المشؤوم الذي صرح به وزير خارجية بريطانيا سنة 1917 وخطة الاسرائيلي كي تكون اسرائيل في امن حقيقي ليس بطائرات اكثر او حديثة او بوارج او دبابات، بل ان النظرة الاستراتيجية التي تريدها اسرائيل هي في نقطتين ،اولا ان تكون الدول التي حولها مقسمة طائفيا ومذهبيا على اساس شيعي سني درزي مسيحي علوي ، وثانيا ان تكون هذه الدول فقيرة وتقع تحت وطأة الدين الخارجي ، لانه في اللعبة الدولية اسرائيل تستطيع السيطرة على قرارت البنك الدولي وقرارات الكونغرس في اميركا وكذلك في اوروبا ، ولان اسرائيل لا تستطيع شن حرب على العراق نظرا لقوته البرية ونظرا لانه ليس لها حدود مع اسرائيل، اخترع قضية الاسلحة الكيمائية و اخترع حوادث 11 ايلول لتدمير العراق بالقوة الاميركية وهي القوة الوحيدة في العالم القادرة على ضرب العراق ، فصرفت اميركا 800 مليار دولار على هذه الحرب ووقّع العراق مع اميركا في القسم الجنوبي منه حيث المنطقة الشيعية وشاطئ البصرة والمرفاء الوحيد للعراق على البحر ينتج 4 ملايين برميل يوميا فيتم تسديد ما دفعته اميركا على حربها من خلال مليوني برميل يوميا ويبقى مليوني برميل للسلطة الشيعية، فيما وافقت تركيا على دولة كردستان بضغط اسرائيلي على اميركا كي تقنع تركيا الموافقة على الدولة الكردية مقابل ان تحصل تركيا على سعر نفط ب 60 دولار للبرميل اي نصف سعره بكمية نصف مليون برميل يوميا ، ويتم تصدير النفط من كردستان عبر الحدود مع تركيا عبر البحر ، مع العلم ان تركيا اخذت مشروع بناء مطار اربيل وشق الطرقات وبناء فنادق وابراج في كردستان وجسور واخذت مشروع مد الانابيب النفطية من كردستان الى تركيا واشترطت ان لا تشتري كردستان دبابات او طائرات حربية

ولعبت اسرائيل هنا لعبة مزدوجة ذلك ان لدى كردستان جيش اسمه البشمركة وهومسلح بسلاح متوسط وبنادق فقرر رئيس الوزراء العراقي شراء اسلحة من روسيا ب4 مليارات هي طائرات ودبابات فاعترضت كردستان وقررت ايضا شراء اسلحة فاعترضت تركيا وهنا توقفت صفقة السلاح للعراق للشيعة والاكراد وبمعنى اخر لن يكون في العراق الا اسلحة خفيفة ودبابات

هنا نصل الى النتيجة ،اسرائيل تريد سوريا فقيرة لذلك خسرت سوريا حتى الان 60 مليار دولار من ذخيرة وتدمير ابنية ومدن ووقف الانتاج الزراعي والصناعي والموضوع طويل ولن ينتهي في القريب العاجل وليس هنالك من حل قبل سنة او سنتين للازمة في سوريا وارتدادها على لبنان والعراق والاردن والمنطقة ،ونحن دخلنا مرحلة صراع ليس صراع الاقليات بل مرحلة ان تحكم الدولة اليهودية وعددها 8 ملايين يهودي كل الدويلات الصغيرة التي حولها، لان اسرائيل كما قلنا تعتبر الامن الحقيقي لها ليس امتلاك طائرة حديثة بل تخلّف المجتمع حولها، ووقوعه في الديون وخرابه واقتتال الشعب حولها ،وغدا عندما تنشأ الدويلات السنية الشيعية الدرزية العلوية والمسيحية تكون اقوى دولة بينهم اسرائيل بينما لو بقيت دولة موحدة قادرة على شراء اسلحة فانها خطر ولو بعد 50 سنة لذلك تريد اسرائيل تقسيمنا الى دويلات فقيرة كي تتحكم بنا تماما

التاريخ ليس قدر مكتوب بل جهد شعب يصنعه واسرائيل لن تنسحب من طيبة خاطرها سنة 2000 من جنوب لبنان عند تحرير الشريط الحدودي واسرائيل لم تخسر حرب 12 تموز 2006 بالصدفة فعندما نقرأ تقرير لجنة فينوغراد القاضي الاسرائيلي الذي تراس اللجنة وسميت على اسمه حيث قال ان اكبر مشكلة هي عندما يدلي رئيس اركان الجيش الاسرائيلي ورئيس جهاز المخابرات الموساد ورئيس جهاز الامن العسكري الشباك بافادة يقولون فيها انهم لم يكونوا على علم بوجود 20 الف صاروخ لدى حزب الله يصل بعضها الى تل ابيب وحيفا. من هنا فان التاريخ ليس قدر بل ارادة قرار بالحياة مشتركة وارادة عزة نفس وسيادة ولان الخطر كبير على المنطقة من تقسيم طائفي ومذهبي ، واسرائيل تنتظر ان تغرق المقاومة في لبنان في حرب مع الطائفة السنية وهكذا ترتاح من المقاومة ذلك انه منذ شنق الزعيم السني الكبير صدام حسين الى قتل الرئيس الحريري الى قتل مؤخرا الشهيد وسام الحسن انما يدل كل ذلك على تحفيز وخلق مشاعر احقاد من السنة تجاه الاخرين وليس ضد اسرائيل وهذا ما تريده الصهيوني