بدو ان الدولة السورية عازمة على دفع حلب و ابناءها الى درجة الكفر بها
اذا لم يعد هناك عذر لتأخر الحسم العسكري في حلب خاصة بعد ان بدأت صواريخ
الارهابيين تنهمر على رؤوسهم حتى في اكثر المناطق السكنية أمناً و في ما بقي من
مناطق لم
يطالها الاذى و لتدمير
ما ينذر ببدء مرحلة جديدة يعتمدها الارهابيين و المسلحين اتباع ثورة الموت
والدماربالعمل على استهداف من بقي من المواطنين في
حلب و لم يغادرها و دفعهم باتجاه
النزوح و الهرب خوفاً على حياتهم و حياة اطفاله
و يؤكد هذا المخطط ما اعلنته منظمات الامم المتحدة عن توقعها ارتفاع عدد
النازحين السوريين في عام 2013 الى مليوني سوري و ما هذا الاعلان الا لمعرفة تلك
المنظمات التي تتبع لنفس مصدر المؤامرة على سوريا بالمخطط القادم و هو ما
يبررعملية التضليل و التمويه الذي قامت به الادارة الاميركية بإدراج جبهة النصرة
على لائحة الارهاب ما يعني اطلاق يد منظمة القاعدة لترتكب فظائع اكبر و اكثر دون
ان يوجه اللوم لأميركا
لقد باتت مسالة حسم الامر في حلب بشكل نهائي و فوري امراً استراتيجياً و
حيوياً و انسانياً و لم يعد هناك مجال للتأخر في البد بتنفيذه يوماً آخر
اذ يبدو ايضاً ان اهالي حلب فقدت صبرها و لم يعد لديها ما تخسره الا
ارواحها التي بدورها لم تعد تأمن عليها حتى في المناطق الآمنة و لا تعرف في اي
لحظة سيقع الصاروخ المقبل فوق رؤوسها اكات في البيت ام الشارع ام الجامعة
ناهيك عن الضغط النفسي و الهجوم الاعلامي الذي يرافق كل قصف صاروخي عليهم
من قبل الارهابيين لتغيير مواقفهم و اقناعهم ان الليبيين و الشيشان و الافغان و
السعوديين الذين قدموا لسوريا تحت لواء الجيش الحر و جبهة النصرة لا يفعلون شيئاً
و من يقتلهم هي طائرات الجيش النظامي
اما ماذا يفعل هؤلاء الارهابيين في حلب و لماذا اتوا فهو سؤال لا يجيبون
عليه حين يوجه لهم فالمهم ان لا تنشغل و تشغل تفكيرك بإتهامهم و ان تنسى وجودهم
اما المتهم دائماً فهو الجيش العربي السوري و النظام
و بذلك تفتح الدولة الباب لمن لا يزال يؤمن بها الى الشك بنواياها و
بقدرتها و حتى بكونها هي من يطلق هذه الصواريخ و ان كان بطريق الخطأ ضمن ترويج و
تحريض مقصود من قبل الخونة و العملاء المنتشرين
و رغم استبعاد هذا الاحتمال إلا انه بات منفس لاهالي مدينة حلب
ربما لكي يعبروا عن غضبهم و يأسهم من الحال الذي تؤل اليه مدينتهم و هو
نذير سيئ مع اهمال ملحوظ من قبل الاعلام السوري لما يحدث في حلب و التعامل معها و
كأنه مجرد خبر لا يستحق الا دقائق من وقت الفضائية هذه او تلك او التعامل مع حلب و
كأنها مجرد محافظة اخرى تشهد معارك و ليس مدينة هي قلب سوريا و شريانها الابهر و
ما ينطبق عليها لا ينطبق على غيرها ان كان من ناحية الاهمية الانسانية و الحضارية
و الاقتصادية و الثقافية او من ناحية موقعها الجغرافي حيث هي بوابة سوريا الى
تركيا و من ثم الى اوروبا و بالتالي فإن من يتآمر على سوريا يدرك اهمية حلب اكثر
من الطرف الآخرو يستغل التهاون و التراخي في حسم امرها ليمد في مخططه و يتلافى
اخطاءه السابقة و يعيد تشكيل ادواته و يطبق استراتيجيات جديدة لن تكون اقل دموية
مما سبق
لا ندري ما الذي يؤخر اولي الامر بإتخاذ قرار حاسم في حلب على غرار ما
يحصل في دمشق و ريفها كداريا و المعضمية
لكن عليهم ان يعلموا ان الرهان على صبر حلب و صمود اهلها لم يعد فيه اي
نوع من الحكمة ومع كل يوم جديد و صاروخ جديد سيكون هناك معادلة جديدة قد لا تخطر
على بال احد و قد تقلب كل شيئ على الدولة رأساً على عقب و تندم حين لن ينفع الندم
ابو الطيب الحلبي